لم تشفع النتائج الجيدة التي حققها “الخضر” في نهائيات كأس العالم بالبرازيل وبلوغهم الدور ثمن النهائي لأول مرة، أو حتى صمودهم أمام بطل العالم في المباراة ذاتها، لتتيح للاعبيه عروضا أفضل وأندية أكبر من تلك التي ينشطون فيها، حيث يتوجه عناصر المنتخب الجزائري ليعيشوا السيناريو ذاته الذي عرفه “أسلافهم” بعد مونديال جنوب إفريقيا عندما تحوّلت قطر إلى قبلة جماعية لهؤلاء. وقّع رفيق حليش لموسمين مع نادي قطر وسيلحق به جمال عبدون الذي وصل إلى الدوحة تمهيدا للتعاقد مع أحد النوادي المحلية، فيما ترشح وسائل صحفية قطرية انتقال وسط ميدان “الخضر” عدلان ڤديورة للبطولة ذاتها، وكذلك الشأن بالنسبة لياسين براهيمي الذي تتحدث معلومات عن عرض مغر وصل لاعب غرناطة، والقائمة مفتوحة لأسماء أخرى للاعبين جزائريين بدوا عاجزين عن فرض أنفسهم في نواد كبيرة ولم يستطيعوا الصمود أمام الإغراءات القطرية، وهم الذين نصّبتهم وسائل إعلام محلية أيام المونديال في أندية ميلان والانتر وبورتو وغيرها. وقد تعجل الوضعية الصعبة التي يعيشها لاعبون دوليون آخرون في صورة فؤاد قادير الذي يتدرب مع رديف أولمبيك مرسيليا، وسفير تايدر الذي وضع على قائمة اللاعبين المعروضين للبيع في الانتر، وحسان يبدة العاجز عن فرض نفسه مع أودينيزي في اختيار الوجهة ذاتها. وكانت البطولة القطرية وجهة “مفضلة” للاعبين الجزائريين بحثا عن تقاعد مريح، كما فعل بلومي الذي حمل قميص العربي، ورابح ماجر مع نادي الريان وعبد الحفيظ تاسفاوت مع الفريق ذاته، ودزيري بلال مع السد القطري، قبل أن تتسارع وتيرة هجرة اللاعبين الجزائريين إلى هذا البلد بعد مونديال جنوب إفريقيا، عندما استقطبت “بطولة نجوم قطر” خيرة عناصر المنتخب الجزائري، و”صدم” نذير بلحاج مشجعي “الخضر” بانتقاله من بورتسموث إلى السد، وكذلك فعل مجيد بوڤرة الذي انتقل من غلاسكو رانجرس إلى لخويا، وكريم زياني من قيصري سبور التركي إلى “الجيش”، ويزيد منصوري من لوريون إلى السيلية، ومراد مغني من لازيو الإيطالي إلى أم صلال. وإذا كان الخيار القطري بدوافع مادية بحتة بالنسبة لهؤلاء اللاعبين، كما هو الحال مع نذير بلحاج الذي يتقاضى من نادي السد 2 مليون أورو سنويا، وهو الراتب الذي صنفه ضمن أفضل الرياضيين الأفارقة 15 الأكثر دخلا، فإن المنتخب الجزائري لم يجن شيئا من احتراف لاعبيه، بدليل سقوط أسماء هؤلاء اللاعبين تباعا من حسابات المدرب وحيد حاليلوزيتش، باستثناء بوڤرة الذي استمر مع “الخضر”، لكن دون المستوى الذي كان عليه أيام احترافه في رانجرس.