تحسّر الشارع الكروي الفرنسي لافتقاد المدرب كريستيان غوركوف في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية في الموسم المقبل، بعد 11 موسما، تواليا، على رأس العارضة الفنية لنادي لوريان الفرنسي، من أجل تدريب المنتخب الجزائري، خلفا للمستقيل البوسني وحيد حاليلوزيتش. وفي عملية سبر للآراء قامت بها المجلة الرياضية المختصة في كرة القدم ”فرانس فوتبول”، فإنه من مجموع 1661 مصوّتا، اعتبر 82 في المائة رحيل التقني الفرنسي خسارة كبرى للكرة الفرنسية، مقابل 18 في المائة فقط، ممّن يرون غير ذلك، مما يؤكد بوضوح المكانة المرموقة التي يحتلها غوركوف لدى متتبعي الكرة المستديرة في فرنسا، رغم سجله الخاوي من الألقاب، حيث ملك قلوب عشاقه من خلال فلسفته الكروية المبنية على ضرورة تقديم أداء راق، سواء داخل أو خارج القواعد، إيمانا بقناعة راسخة لديه ”البحث عن النتيجة بأي طريقة يميت كرة القدم”، ما جعل العديد من النجوم يتخرجون من مدرسته، حتى أضحى رمزا في التكوين. وعليه، هل يمكن سبق الأحداث والقول إن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم تخطئ في اختيارها، عندما تعاقدت مع هذا التقني، الذي اقتحم ميدان التدريب وعمره لم يتجاوز ال27 سنة، حين مزج بين اللعب وتولي منصب مدرب مساعد لفريق نادي لوريون عام 1982 نظرا لما قد تجنيه ”الفاف” من كفاءاته، سواء في رفع مستوى اللاعبين المحليين، وكذا تكوين منتخب أولمبي في المستوى من أجل التأهل إلى أولمبياد ري ودي جانيرو بالبرازيل عام 2016، إضافة إلى الاستفادة منه في المديرية الفنية الوطنية. لكن، هل بإمكان أستاذ الرياضيات، التي كان يدرسها سابقا، النجاح في تجسيد أهداف لم يتعوّد عليها من قبل، ألا وهو الذهاب بعيدا في دورتي كأس أمم إفريقيا 2015 و2017 بالمغرب وليبيا على التوالي، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، ومن ثمّ مشاركة مشرّفة في دورة روسيا، لأن الجزائريين، سواء أكانوا رسميين أو عواما، يطلبون المزيد بعد التألق في مونديال البرازيل؟