تصدرت الصحافة الفرنسية قائمة في عملية التضليل المفضوحة، حيث كشفت قضية معبد ”روكات” اليهودي الذي قامت الدنيا حوله، في تأكيد على أن مجموعة من المسلمين الذين شاركوا في مظاهرة مناصرة لغزة قاموا بالتهجم عليه ليكون هجوم الشباب المسلم السبب المباشر وراء نشوب اشتباكات بين المتظاهرين واليهود في ضواحي باريس. بلغ الأمر بأن اتهم وزير الداخلية الفرنسي كازنوف المنحدرين من أصول عربية ب ”معاداة السامية”، وتدخل الوزير الأول إيمانويل فالس الذي قال إنه لن يسمح بنقل الصراع اليهودي العربي إلى فرنسا، وتبعه الرئيس هولاند بنفس الخطاب. وفي خضم المزايدات الإعلامية ضد مسلمي باريس، عاد حاخام المعبد اليهودي ليؤكد حقيقة ما حدث ويشرح في حديث لقناة ”إي تيلي” الإخبارية الفرنسية كيف أن المعبد لم يتعرض إلى أي إساءة من طرف المسلمين، مشيرا إلى أن الأحياء المجاورة للمعبد شهدت مواجهات بين متطرفين يهود ومجموعة من المنحرفين قد يكونون ممن شاركوا في المظاهرة المساندة لفلسطين، قبل أن تسحب القناة تصريحات الحاخام الذي أكد في شهادته حسن العلاقة بين يهود المنطقة والمسلمين، مؤكدا في السياق أن إمام المسجد المجاور للمعبد اليهودي سارع لتهدئة الشباب اعتقادا منه أنهم من المسلمين، فيما نسي الإعلام الفرنسي الإشارة إلى التكذيب الذي صدر من الحاخام، وتكررت العملية أول أمس في سارسيل، إذ ركز الإعلام من جديد على الزجاجة الحارقة التي رميت على المعبد، وتوعد الحكام الفرنسيون بمعاقبة الفاعلين وتحدثوا عن ”معاداة السامية”. في المقابل، أعلنت كتائب القسام اختطاف جندي إسرائيلي وقتل 14 آخرين في كمين نصبوه للعدو في عقر داره، وتميزت قناة ”إي تلي” مرة أخرى في طمس الحقيقة بالاستنجاد ب ”خبير” أطنب في سرد القدرات الإسرائيلية، بينما أصاب الهلع القنوات الفرنسية الأخرى التي تذكرت قصة الجندي جلعاد. وراحت تركز على التكذيب الذي صدر عن سفير إسرائيل بالأمم المتحدة الذي نفي الخبر، ونشرت كتائب القسام صورة الجندي المختطف واسمه، ولم تنقله القنوات والصحف الغربية. فيما كتبت صحيفة ”نوفل أوبس” أن الفلسطينيين العشرة الذين توغلوا داخل إسرائيل قتلوا عن آخرهم، ولم تشر إلى الجندي المختطف والقتلى في صفوف العدو. وفي أمريكا بلد الديمقراطية، تحدث الناطقة باسم كتابة الدولة للخارجية عن مقتل أمريكيين في غزة وذكرت اسمهما، لكنها لم تقل إنهما كانا يحاربان في الجيش الإسرائيلي. وتحرك وزير الخارجية جون كيري بقوة ساعيا من أجل وقف إطلاق النار لأن إسرائيل أضحت في خطر، فيما عبر مجلس الأمن الموقر عن ”قلقه” وطويت الصفحة، ودعا الرئيس أوباما إلى وقف إطلاق النار. وفي ”سي أن أن”، تعرضت المراسلة في إسرائيل ديانا ماجني إلى النقل من غزة إلى موسكو، لأنها كتبت على موقعها أن ”إسرائيليين كانوا يجلسون على قمة الهضبة في سديروت يتفرجون ويهللون فرحا كلما تعرضت غزة للقصف”، ووصفتهم ب ”الحثالة”، وحذفت تغريداتها من الموقع بعد دقائق قليلة. وطلبت قناة ”أن بي سي” بدورها من مراسلها بغزة أيمن محي الدين العودة على وجه السرعة إلى واشنطن، بسبب تغطية عملية اغتيال 4 طفال فلسطينيين على شاطئ غزة أثناء لعبهم كرة القدم، وكتب الصحفي جلين جررنوالد أن محي الدين استدعي من طرف الإدارة بحجة الأسباب الأمنية، قبل أن تعدل القناة عن قرارها بسبب موجة الاستنكار العارمة التي تهاطلت عليها من أنحاء العالم والتي شككت في مصداقية القناة ومهنيتها. إلى ذلك، ذهبت الإعلامية الأمريكية الشهيرة دايان سوير إلى أبعد الحدود في حديثها عن هجمات حماس على اليهود، من خلال التعليق على صورة خاصة بالضحايا الفلسطينيين المصابين في غزة، مؤكدة أنها صورة من معاناة العائلات الإسرائيلية جراء القصف الصاروخي لحماس، قبل أن تنهال عليها وعلى القناة حملة من الانتقادات لتدرك أن الصور تخص عائلات فلسطينية مشردة بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، واعتذرت فيما بعد عن الخلط بين الضحايا، فالحرب حرب إعلامية قبل كل شيء.