نشر أحد النشطاء الفلسطينيين مؤخرا فيديو يوضح الحالة النفسية للإسرائيليين حين يقعون في الأسر، حيث ترتسم على ملامحهم الاستكانة والخذلان والخوف، في مقابل ذلك يعكس تاريخ الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية حجم قوة وإرادة وعزيمة المقاومين الفلسطينيين رغم الظروف الصحية المزرية التي يتم حجزهم فيها. وفي صورة الجندي الإسرائيلي الأسير الجديد شؤول آرون الذي تمكنت حركة حماس مؤخرا من القبض عليه، ملامح شاليط جديد سواء من الناحية النفسية أو السياسية، ويبدو أن الجندي الإسرائيلي رقم 6092065 الذي أسرته كتائب القسام في عملية بشرق قطاع غزة ورقة هامة في حرب 2014 التي نجح فيها الفلسطينيون من إثبات عزيمة ومقاومة شرسة رغم قوة العدة الإسرائيلية، ويعتبر شؤول آرون الأسير الإسرائيلي رقم 12 الذي يقع في يد المقاومة الفلسطينية منذ 1968. وتعود حكاية أول أسير إسرائيلي على يد منظمة التحرير الفلسطينية إلى سنة 1968، عندما تمكن المقاومة الفلسطينية بقيادة يوسف الرضيع وليلى خالد من اختطاف طائرة إسرائيلية وأجبرتها على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من 100 راكب، بعد أن كانت متجهة من روما إلى تل أبيب، ومنذ ذلك التاريخ بدأ مسلسل استسلام إسرائيل لمطالب المقاومة، بعد أن اضطرت لإطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية، في صفقة تاريخية لا تزال أرض الجزائر شاهدة عليها. واستمرت عمليات الأسر تؤرق العدو الصهيوني، وترهقه لاسيما تلك العمليات المكثفة التي عرفتها حرب 1973 وما تبعها من عملية ”النورس” التي عرفت إطلاق سراح 76 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للأسير الإسرائيلي ”إبراهام عمرام”. غير أن أشهر الأسرى الإسرائيليين هو الجندي جلعاد شليط الذي وقع في قبضة المقاومة الفلسطينية التي عرفت كيف تراوغ العدو الصهيوني بعد أن أيقنت أهمية سلاح الأسر في الضغط عليه. ويكتب التاريخ أن إسرائيل أمام خطورة هذا السلاح تسارع في كل مرة تعلن فيها حركة حماس إلقاءها القبض على ”جندي إسرائيلي” إلى نفي الخبر، كما حدث مع الجندي شاليط وأخيرا الجندي شؤول آرون الذي من المتوقع أن يواجه مصير شاليط من حيث المفاوضات، حيث لم يتم إطلاق سراح شاليط إلا سنة 2011 بعد مفاوضات طويلة استمرت 6 سنوات، واستقرت عند إطلاق سراح 1027 أسير وأسيرة فلسطينية.