دعا الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بشرعية حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” كطرف سياسي وقوة عسكرية. وأدان كارتر في مقال مشترك مع رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبينسون نشرته مجلة ”فورين بوليسي” الأمريكية، العدوان الإسرائيلي على غزة، ووصف الوضع الراهن في القطاع بأنه كارثة إنسانية. وقال كارتر وروبينسون: ”إنه ليس هناك أيّ مبرر إنساني أو قانوني لما يتبناه الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وأن الهجمات التي تستهدف مدنيين تمثل جرائم حرب”. وفيما يخص مطالب الرأي العام الغربي لتجميد تصدير السلاح للكيان الإسرائيلي المحتل، فقد طالب نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كلج، بوقف توريد الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، معتبرًا أن الكيان ”تجاوز الحدود” في عدوانه على غزة. وذكر وزير الأعمال البريطاني المنتمي للحزب الديمقراطي الليبرالي، الذي يتزعمه كلج، مساء أول أمس، أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن مع حزب المحافظين داخل الائتلاف الحاكم حول هذا الأمر، موضحًا أنه ينتظر التوصل إلى الاتفاق قريبًا. وكانت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أعلنت الإثنين، أن لندن تعيد النظر في كل تراخيص التصدير المبرمة مع إسرائيل، خصوصا تلك المتعلقة بالأسلحة والمعدات العسكرية للتحقق من أنها ”مناسبة” بالنظر إلى الوضع في غزة. إلى جانب بريطانيا، فقد قررت الحكومة الإسبانية، أول أمس، تجميد شحنات أسلحة كانت معدة لإسرائيل، وذلك على خلفية العدوان على قطاع غزة. من جهتها قرّرت اللجنة التنفيذية في منظمة التعاون الإسلامي، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، حول تطورات الوضع في قطاع غزة، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على القطاع. وبشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، قالت رئيسة حركة ”ميرتس” اليسارية، زهافا غلؤون، إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعتبر مسألة بالغة الأهمية، لكننا لا نتوهم بأن حماس ستصبح محبة لصهيون. وأضافت غلؤون في حديث لموقع ”والا” الصهيوني، إنّها تعتقد بأنه إذا انتهت عملية ”الجرف الصامد” كخطوة عسكرية فقط بدون أفق سياسي، فهذا يعني الفشل المعروف مسبقًا. من جهته، أكّد المحلل السياسي في صحيفة ”هآرتس” العبرية، أن ”نتنياهو لم يضع أيّ هدف سياسي للحرب، ولو ضمن الحد الأدنى، في كل مراحل القتال الذي استمر قرابة شهر، كما كان أمامه عدد ليس قليلا من الإمكانيات والفرص لمبادرات دبلوماسية خلاقة وذكية لإنهاء القتال”. ومثلما حصل في حالات كثيرة في السابق، بحسب الكاتب، فإن نتنياهو عاد إلى ”السلبية السياسية” التي يتميز بها، والتي ترافقت مع الحرب منذ اليوم الأول، حيث أنه بادر وانجر وانتظر أن يقوم طرف آخر، مصر أو الولاياتالمتحدة أو الأمين العام للأمم المتحدة، بعرض حلول سياسية عليه. وبهدف صدّ الانتقادات الشعبية ضدّ هذا الفشل الذريع، يؤكّد الكاتب أن نتنياهو ”سيحوّل في الأسابيع القريبة الانتقادات تجاه ضباط الجيش، مع أن الإخفاق المركزي في هذه المرة ليس عسكريًا، وإنما سياسي وهو غياب أيّ خطة سياسية، وبالنتيجة فإن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة وليس على عاتق الجنرالات”. وبدوره، قال كاتب إسرائيلي، في مقال نشره موقع ”والا” العبري: ”إن انسحاب الجيش من قطاع غزة يمثل هزيمة لأنه لم يحقق أيًا من أهدافه التي وضعها قبل الحرب، في حين تمكنت حماس من الاحتفاظ بكامل قواتها، أضف إلى ذلك توجيهها لضربات شديدة في صفوف الجيش الذي كان جنوده يخافون الخروج من مدرعاتهم خوفًا من كمائن حماس”. مضيفًا ”إسرائيل لم تتمكن من التخلص من خطر الأنفاق والصواريخ وعمليات الخطف، وبلغة عبرية بسيطة يمكن القول إن هذه هزيمة حتى وإن تمكنت إسرائيل خلال الحرب من توجيه ضربات قوية لحركة حماس”. ووجّه الكاتب كلامه لرئيس حكومة الاحتلال ”بنيامين نتنياهو” قائلًا: ”أستحلفك باسم الرب لا تقُل لقد انتصرنا فهي هزيمة”، متوقعًا أن تتسع هجرة المستوطنين من المستوطنات الجنوبية، وليس فقط من المستوطنات المحيطة بالقطاع بل من المدن الكبرى مثل عسقلان وبئر السبع وأسدود. محذرًا من أن ”إسرائيل ستواصل دفع ثمن هذه الهزيمة لوقت طويل”. وفي هذا السياق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” رفضها مجرد الاستماع لطرح نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، في مفاوضات القاهرة الهادفة للتوصل لتهدئة شاملة مع الكيان الإسرائيلي. وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، لوكالة فرنس برس ”نحن كوفد لا نقبل أن نستمع إلى أيّ طرح في هذا الخصوص، ومَن يظن أنه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب فهو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون”، مشيرًا إلى أنّ ”موافقة إسرائيل على التهدئة وما تلاها من انسحاب لجيش الاحتلال من غزة جاءت لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود”. ورغم سحب قوات الاحتلال لقواتها من أطراف غزة، إلا أنها واصلت حملة الاعتقالات التى تشنها يوميا بمختلف محافظاتالضفة الغربية منذ شهر جوان الماضى، حيث اعتقلت أمس تسعة مواطنين فلسطينيين وأصابت شابين فلسطينيين خلال المواجهات التى اندلعت بعد نصب قوات الاحتلال الحواجز العسكرية.