حصد وفاق سطيف، سهرة أول أمس، بملعب 8 ماي 1945، النقطة التي أعاد بها كتابة التاريخ حينما ضمن تأهله للدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، لأول مرة في تاريخ هذه المنافسة بصيغتها الحالية، بعد تعادله الصعب أمام عملاق الكرة التونسية الترجي بهدفين في كل شبكة. دخل وفاق سطيف المباراة أمام الترجي التونسي متخوفا، لحاجة التونسيين إلى لعب ورقة الهجوم من أجل تحقيق النقاط الثلاث للمباراة، وبالتالي العودة للحلم بأمل المرور للدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، ما جعل لاعبي الوفاق يشعرون بضغط كبير بالنظر لأهمية المباراة وصعوبتها، وتجسد ذلك من خلال الهفوات الدفاعية العديدة التي مكنت الزوار من استغلال إحداها في الدقيقة ال7 حينما وجد العكايشي نفسه وجها لوجه مع الحارس الشاب بلهاني، فاتحا باب التسجيل. وكاد الزوار يضيفون أهدافا أخرى لولا تسرعهم من جهة، وتفطن دفاع الوفاق، لتأتي الدقيقة ال29 عندما تمكن رجل المباراة أكرم جحنيط من تعديل الكفة بعد منح الحكم الإيفواري دياز لضربة جزاء للوفاق، ويصبح بعدها اللعب متكافئا، حتى أن لاعبي الوفاق ضيّعوا فرصا سانحة للتهديف ومضاعفة النتيجة. وقد تفطن المدرب خير الدين ماضوي للأخطاء التي ارتكبها لاعبوه، ما جعله يصححها بين الشوطين، ليتمكن الوفاق من استعادة توازنه خلال المرحلة الثانية، حين تمكن اللاعب نفسه جحنيط من إضافة هدف ثان رائع بعد تمريرات للكرة بينه وبين المخضرم زياية، وانتهت بمراوغة الحارس نويرة وإضافة هدف ثان في الدقيقة ال51، أحبط به كثيرا من معنويات الزوار الذين تعقدت مأموريتهم. ورغم أنهم تمكنوا من التعديل في الدقيقة ال71 عن طريق العكايشي دائما، إلا أن الأمور كانت قد انفلتت من بين أيديهم، وتمكن أشبال المدرب ماضوي من تسيير ما تبقّى من دقائق المباراة بكل حنكة وحكمة. الوفاق يضمن التأهل من خارج الديار وبالعودة إلى مسيرة وفاق سطيف في هذه المنافسة في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، نجد أن ممثل الجزائر في المنافسة تمكن من جلب ست نقاط من خارج أرضية ميدانه وفي خرجتين اثنتين، بفضل تحقيقه لفوز أول على الترجي التونسي بملعب رادس بهدفين لهدف، وفوز أمام أهلي بنغازي بهدفين نظيفين، فيما تبقى مباراة أخيرة له أمام المتصدر الصفاقسي التونسي بملعب المهيري. بالمقابل، عجز الفريق عن تحقيق ولا انتصار واحد بسطيف في ثلاث مباريات، استقبل فيها كلا من الصفاقسي الذي تعادل معه بهدف في كل شبكة، والنتيجة نفسها آلت إليها مباراة الوفاق بأهلي بنغازي الليبي، وأخيرا تعادل سهرة أول أمس أمام الترجي التونسي بهدفين لمثليهما. الوفاق لم يخسر لحد الآن في هذه المنافسة يبقى الشيء الملفت للانتباه في مشاركة أبناء “عين الفوارة” في هذه المنافسة، هو عدم تعرض الفريق السطايفي لأي خسارة منذ انطلاق المنافسة في أدوارها التمهيدية، إذ تمكن الفريق من سحق ممثل بوركينا فاسو فريق أنينغا برباعية نظيفة، ثم تعادله في واغادوغو بنتيجة سلبية، ثم فوز على ممثل الكرة الكاميرونية نادي كوتون سبور القوي ذهابا إيابا بنتيجة هدف نظيف. وتعد هذه المسيرة إيجابية بأتم معنى الكلمة، وتنتظر المحافظة عليها خلال اللقاء الأخير ضد النادي الصفاقسي الذي أكد بشأنه المدرب ماضوي أن الهدف الأساسي سيكون الحفاظ على هذا الرقم القياسي. حمّار أشد المنتشين بالتأهل ويذرف الدموع فرحا لم يتمكن رئيس الوفاق حسان حمّار من تمالك نفسه بعد إعلان الحكم الإيفواري نهاية المباراة أمام الترجي، عندما انهمرت عيناه بالدموع التي بينت عن الكثير من المعاني، أولها شعور الرجل بالفخر وهو يقود فريقه لأول مرة في تاريخه للتأهل للدور نصف النهائي في هذه المنافسة بتسميتها الحالية، وثانيا شعوره بالضغط الذي مارسته المعارضة حينما رفض أغلب ممولي الفريق من مدينة سطيف إعانة الوفاق مادام حمّار رئيسا له، وثالثا عمل الكواليس من بعض الخصوم الذين حاولوا - حسب تصريحات حمّار السابقة - تلطيخ سمعته وتحميله مسؤولية الفشل في كل مناسبة تتاح لهم، وهو ما جعله يهدد بالرحيل في العديد من المرات. ويبقى المعنى الرابع هو تعرض الرجل لعبارات السب والشتم، كلما تعثر الفريق ولو في المباريات الودية، ما جعل حمّار يرفع يديه نحو الجماهير ويهديهم هذا الفوز، ويردون عليه بدورهم بعبارة “جيش شعب.. معاك يا حمّار”، وهو ما تأثر له حمّار كثيرا. الأنصار... السند الحقيقي للفريق، رغم الهفوات كان وما يزال أنصار “النسر الأسود” السند الرئيسي والحقيقي له، في السراء والضراء، ويعود لهم الفضل الكبير في وصول الفريق إلى هذه الدرجة، فقد كانوا حاضرين بقوة خلال خرجاته إلى تونس، كما غصت بهم مدرجات ملعب 8 ماي بسطيف خلال استقبال الفريق لضيوفه، ووقوفهم مع الفريق في أحلك الظروف التي مر بها، إلا أنه تم تسجيل بعض التجاوزات من بعض الأنصار، خاصة خلال المباراة الأخيرة لما قاموا برشق مساعد الحكم بقارورات المياه، وحتى بالحجارة، بعد تغاضيه عن رفع الراية للإعلان عن تسلل من اللقطة التي جاء عن طريقها الهدف الثاني لفريق الترجي، وهي الملاحظة التي دوّنها الحكم الرئيسي ولفت إليها نظر مراقب المباراة، ما سيعرض إدارة الوفاق لعقوبة مالية، وربما الحرمان من الاستقبال على أرضية ميدان 8 ماي خلال مباراة الدور نصف النهائي، وبالتالي تبقى مثل هذه التصرفات المعزولة غير مقبولة لكونها تؤثر على نتائج الفريق. ز. ش