يقف شامخًا يشد يديه والهواء يطير من خلف سترته، لم يعد للشموخ مكانًا الآن بعدما التفت من حوله الحبال، ترغمه على السقوط والخضوع لها، ليقع وتقع معه قوته وهيبته وتاريخه، وتنكسر صورته وصلبه، "فلاديمير لينين" الزعيم الروسي الذي سقط تمثاله اليوم في مدينة خاركييف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، على أيدي المحتجين، في مشهد شبيه بسقوط تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس ببغداد بعد الغزو الأمريكي.وفي مسيرة تخللها مئات المحتجين المناهضين لتدخل موسكو في شأن أوكرانيا، حاصر المحتجون تمثال زعيم الشيوعية الروسي، يهتفون ويطالبون بإسقاطه، حتى وقَّع حاكم المدينة، إيهور بالوتا، الأمر بإسقاط التمثال، وربط المحتجون الحبال حول رأس وأيدي "لينين" وقاموا بشده حتى وقع التمثال وانهار أمامهم، وصعدوا على رأسه يتصورون معه في بهجة.لم يكن تمثال لينين ب"خاركييف" اليوم هو الأول في أوكرانيا الذي أسقطه المحتجون، ففي فبراير الماضي قاموا بإسقاط التمثال في ثلاث مدن أخرى، حيث تجمع ما يقرب من 500 شخص في الساحة المركزية بمدينة تشرنيغوف وربطوا الحبال في رأس التمثال وجروه، حتى وقع التمثال وانكسر جزء كبير من رأسه.تكرر نفس المشهد خلال ذلك الشهر، عندما حاصر آلاف المتظاهرين حول التمثال في بولتافا وديبروبتروفسك، وربطوه بالحبال المعدنية وقامت الشاحنات بجره حتى وقع، في عملية امتدت نحو الساعتين وسط هتافات المحتجين.