حذر اليوم الأربعاء الدكتور لامين رضوان مكاشر صيدلي مساعد في مجال مبحث السم و تأثيره بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو من أن سوء ممارسة الرقية قد يفضي إلى الموت عن طريق التسمم بالماء إذا لم يتم التكفل بالمريض بسرعة. و أوضح هذا الأخصائي الذي قدم مداخلة بعنوان " سوء ممارسة الرقية الشرعية و التسمم بالماء: مرض يمكن تفاديه " في إطار الأيام الوطنية ال3 للصيدلة بأن هذا النوع من العلاج القائم على قراءة آيات قرآنية على ماء يقدم للمريض لشربه قد يؤدي بهذا الأخير إلى الموت في حال عدم تحكم "المطبب" في الكمية المقدمة للمريض. و أكد في هذا السياق بأن " هذه الممارسات التي يفترض أنها تأتي بالشفاء لا تخلو من الخطر" لافتا إلى أن هذه الممارسة التي أصبحت منتشرة بشكل واسع في الجزائر منذ التسعينات و المتمثلة في مناولة المريض كمية كبيرة من الماء ليشربها في ساعات قليلة ينجر عنها تسمم نتيجة تقلص تمركز الصوديوم في البلازما. و تتمثل أعراض التسمم بالماء في التقيؤ و الأرق و تشنج العضلات و الهذيان و هي أعراض يعتبرها " المطبب" بمثابة نجاح الرقية حيث يعتقد بأن الأشباح أو الجان الموجودة داخل جسد المريض هي بصدد المغادرة. و أضاف أنه " بدلا من وقف العلاج فإنه يشجع المريض على شرب المزيد من الماء و هذا ما يزيد في درجة التسمم." و استدل المحاضر في هذا السياق بأربع حالات لمرضى تعرضوا للتسمم بالماء بعد خضوعهم للرقية تم استقبالهم بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو ما بين يونيو 2013 و يناير 2014. و قد أجبر هؤلاء المرضى من بينهم امرأة و الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 41 سنة من بينهم اثنان يعانون من اضطرابات نفسية على شرب 15 إلى 30 لترا من الماء في أقل من 24 ساعة بغرض تحقيق علاج أكيد حسب " المطبب." و كانت أعراض التسمم بالماء بادية على ملامح هؤلاء المرضى الذين تم استقبالهم بالمستشفى و هم في حالة غيبوبة. كما أصيب أحدهم بسكتة قلبية. و قد تمت معالجتهم بمناولتهم كمية من الصوديوم و تقليص كمية الماء حيث غادروا المستشفى بعد أيام حسب الدكتور مكاشر الذي أشار إلى تسجيل وفيات قبل سنة 2013 ناتجة عن سوء ممارسة الرقية. و شدد على ضرورة اتخاذ التدابير لتجنب مثل هذه حالات التسمم متسائلا في هذا الصدد " أليس من الضروري وضع قوانين و تأطير مثل هذه الممارسات و إخضاع أصحابها للاعتماد. "