أبت سنة 2014 أن تغادرنا قبل أن تأخذ معها أجمل صنّاع الابتسامة العرب وأحلى الأصوات الغنائية، كما عرف العام الذي يتنفس أيامه الأخيرة موجة من الشائعات أحاطت بصحة الفنانين الجزائريين. وبين هذا وذاك، ظلت وعود وزارة الثقافة بضمان حقوق المبدع عبر تطبيق "قانون الفنان" وتوزيع بطاقات الفنان والضمان الاجتماعي، مجرد خطاب جاف أطلق قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية. فارقنا الممثل الفكاهي والفنان القدير قاسي تيزي وزو، واسمه الحقيقي حميد لوراري، بعد معاناة مع المرض، كما ودعت الساحة الفنية الجزائرية خلال العام 2014 عميدة الأغنية الجزائرية نورة عن عمر ناهز ال72عاما بعد صراع مع المرض كان قد اشتد عليها أثناء تواجدها في فرنسا. وانطفأت شمعة الفنان سمير بلخير المعروف باسم “سمير السطايفي” عن عمر ناهز 66 سنة، إثر مرض عضال، بعدما صنع عديد الملاحم الفنية، كيف لا وهو صاحب رائعة “وينك يا عين الفوارة” وواحدا ممن أدوا طابع “الصراوي” المميز لمنطقة الهضاب العليا وتراث منطقة سطيف، وحافظ ودافع عليه، كما مثل الأغنية السطايفية في التظاهرات والمهرجانات الكبرى داخل وخارج الوطن. وبينما قال المرض كلمته في أبرز أحداث رحيل الفنانين، واجه العديد من نجوم الفن الجزائري شائعات رحيلهم بقلب كله حسرة وحزن على غرار نجم الكوميديا الجزائرية لكل الأوقات، عثمان عريوات، الذي حامت حوله شائعات المرض والوفاة، رغم أنه لايزال حيا يرزق. كما استغل أعداء النجاح غياب بعض الفنانين عن الساحة للترويج لشائعات رحيلهم، كما كان الأمر مع الممثل الفكاهي حميد عاشوري ودوبل كانون وغيرهم من الذين حاصرتهم الشائعات بقوة خلال العام 2014. إلى ذلك، يبقى الحلم الآخر في الساحة الفنية الجزائرية هو وعود وزارة الثقافة بخصوص تنظيم الساحة الفنية وتقديم بطاقة الفنان، وهي وعود لاتزال مجرد صرخة في جبل، أطلقت قبل أيام من الانتخابات الرئاسية لأفريل 2014، لاستغلال الفنان في لعبة السياسية، ليبقى السؤال المطروح: أين “بطاقة الفنانة؟” لتحقيق قليل من حقوق المبدع الجزائري الذي لا يزال يعيش على الهامش. على صعيد آخر، عرفت الساحة العربية خلال العام 2014 رحيل الفنانة اللبنانية “صباح” التي لقبت ب”الشحروة”، عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد أن أمضت أكثر من 6 عقود في الفن والغناء وقدمت العديد من الأفلام السينمائية منها “القلب له واحد”، “توبة”، “الأيدي الناعمة”، الليالي الدافئة”. ومن أشهر ما غنت الصبوحة “ساعات ساعات”، “عاشقة وغلبانة”، “يانا يانا”، “زي العسل” وغيرها من الروائع. بينما عرفت الساحة المصرية وداع الفنانة زيزي البدراوي عن عمر ناهز 70 عاماً بعد صراع طويل مع أمراض القلب وسرطان الرئة، ومن أبرز مسلسلاتها الدرامية “المال والبنون”، “شرخ في جدار الحب”، “بوابة الحلواني”، و”ليالي الحلمية”، ومن أشهر أفلامها “البنات والصيف”، “على جنب ياسطى”، “رجل في ورطة”، “غرام المهرج” و«أحلام البنات”. كما توفي الفنان حسين الإمام وهو نجل المخرج الراحل “حسن الإمام” وزوج الفنانة “سحر رامي”. بدأ حياته الفنية بتشكيل ثنائي غنائي موسيقي مع شقيقه “مودي الإمام”، حيث قدما العديد من الألحان والألبومات الغنائية، كما قاما بتلحين موسيقى بعض الأفلام أشهرها “إستاكوزا وكابوريا”. ورحلت الفنانة الجميلة فايزة كمال عن عمرٍ ناهز 52 عاماً بعد صراع مع مرض سرطان الكبد، بعد أن قدمت للساحة الفنية العربية العديد من المسلسلات أشهرها “المال والبنون، رأفت الهجان، الإمام الغزالي، الإمام الشافعي” ومسرحية “الملك هو الملك” مع الفنان “محمد منير”. كما ودعت السينما المصرية الفنان الكوميدي محمد أبو الحسن عن عمر ناهز 75 عاماً وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، والفنان الكبير سعيد صالح عن عمر ناهز 75 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض. وشارك صالح في أكثر من 500 فيلم وأكثر من 300 مسرحية، وصرح الراحل في أكثر من لقاء بأنه عاشق للمسرح، واصفا نفسه ب«فتى المسرح”، وشكل مع الفنان عادل إمام دويتو سينمائيا ناجحا. وعرفت سنة 2014 أيضا وداع الفنان يوسف عيد، عن عمر ناهز 66 عاماً إثر أزمة قلبية حادة، والمبدع خالد صالح عن عمرٍ ناهز 50 عاماً بعد إجرائه عملية قلب مفتوح بمركز القلب في أسوان. شارك الراحل “خالد صالح” في العديد من الأعمال السينمائية منها “تيتو”، “حرب أطاليا”، “هي فوضى” و”الريس عمر حرب”. وفي هذا العام، توفيت الفنانة القديرة مريم فخر الدين في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، عن عمر ناهز 81 عاماً. وقدمت “مريم” أكثر من 240 فيلم من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، منها “حكاية حب”،”رسالة غرام”، “رد قلبي”، “الأيدي الناعمة”، كما رحلت عنا الفنانة “معالي زايد” عن عمر ناهز 61 عاماً بعد رحلة مليئة بالعطاء الفني.