ردت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، جميل غينيا الاستوائية، بمنحها، بواسطة الحكم الموريسي سيشورن، هدية وصول منتخبها إلى الدور نصف النهائي للطبعة ال30 من “الكان”، بعد إعلانه عن ضربة جزاء خيالية لرفاق بالبوا، على حساب المنتخب التونسي الذي دفع ثمن غياب إطاراته في هيئة عيسى حياتو. “هدية الكاف للبلد المنظم”، و”مهزلة في باتا بطلها الحكم الموريسي”، و”تونس تدفع ثمن استضافة غينيا الاستوائية للطبعة ال 30 للكان”.. كلها عنوانين لم تشف غليل الصحافة العالمية المتواجدة هنا بغينيا الاستوائية، لتغطية فعاليات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015، بعد الذي حدث سهرة أول أمس بملعب باتا، في مباراة الدور ربع النهائي بين تشكيلة البلد المنظم والمنتخب التونسي، وهي المباراة التي منح خلالها الحكم الموريسي راجوردرابارساد سيشورن، ضربة جزاء أكثر من خيالية لمنتخب البلد المنظم، في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وهي الضربة التي عدّل خلالها بالبوا النتيجة، بعد أن كانت تشكيلة المدرب البلجيكي، جورج ليكنس متفوقة عن طريق أحمد عكايشي في الدقيقة ال70. “الظلم” التحكيمي للموريسي لم يكن تقديريا، حسب العديد من الصحفيين الأجانب الذين تحدثت معهم “الخبر”، أمس، بملعب العاصمة مالابو، بل كان “مقصودا، لأننا في فترات عديدة من المقابلة، وبالأخص بعد تقدم المنتخب التونسي في النتيجة، شعرنا وكأن الحكم كان يريد فقط احتكاكا بسيطا لأي لاعب من غينيا الاستوائية في منطقة ال18 مترا الخاصة بالمنافس التونسي لمنحه ضربة جزاء”، على د تعبير صحفي إذاعة “أر.في” الفرنسية، الذي أضاف “من المقبول أن نساعد البلد المنظم في الدور الأول من المنافسة، حتى لا تفقد البطولة طعمها بغياب الجمهور، لكن أن نمنح هدية بهذه الطريقة وفي الدور ربع النهائي من هذه المنافسة، فهذا لا يتقبله العقل.. والأكثر من هذا، سيبقى وصمة عار في جبين الكرة الإفريقية”. صحفي وكالة الأنباء الأمريكية، “أسوسييتد براس”، ذهب أبعد من ذلك، حين قال “أعتقد أن النتيجة متعادلة الآن بين الكاف وغينيا الاستوائية، فهذا البلد أنقذ الكونفدرالية من الخسارة، باحتضانه لهذه الدورة ال30 في آخر لحظة بعد انسحاب المغرب، والآن الكاف عدّلت النتيجة، ومددت أفراح الشعب الغيني إلى غاية الدور نصف النهائي، ولم لا إلى النهائي؟!”. هيئة عيسى حياتو على المحك وأوضح محدثنا أن هذه المهزلة ستلقي بظلالها، ليس على الدورة في حد ذاتها “التي شهدت عيوبا كثيرة في التنظيم، لكن أعتقد أنها ستلقي أيضا بظلالها على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي فقدت الكثير من مصداقيتها”. الصحافة الإفريقية، وباستثناء صحافة البلد المنظم لهذه الدورة التي تغنت بإنجاز منتخبها الذي يصل إلى الدور نصف النهائي من التظاهرة الكروية الإفريقية، لأول مرة في تاريخه، كلها وقفت بجانب “الحق”، فقد اعتبرت ما أقدم عليه الحكم الموريسي مهزلة بأتم معنى الكلمة، وهو ما ذهب إليه الصحفي أدوما بيومية أبيجان الايفوارية، الذي قال “لم أكن أتوقّع مثل هذه الهدية التي كان من الممكن تفاديها لو استعملت الكاف ذكاءها”، مشيرا إلى أن هذه المهزلة ستضاف إلى سجل عيوب هذه الدورة، بعد عملية القرعة التي لجأت إليها الكاف لتحديد المتأهل الثاني من المجموعة الرابعة بين غينيا ومالي، وهو ما يتنافى وأخلاقيات اللعبة تماما”. أما الصحفي التونسي لقناة “بيين سبورت” القطرية، فقد لفت انتباهنا إلى نقطة هامة، وهي أن المنتخب التونسي أصبح الآن عرضة ل”الحڤرة” في الساحة الكروية الإفريقية بسبب غياب إطارات تونسية في هيئة عيسى حياتو، قائلا “لو كانت تونس حاضرة بعضو في اللجنة التنفيذية للكاف، لحسبت الكاف ألف حساب قبل أن يمنح هدية كهذه لمنتخب البلد المنظم على حساب تونس، لكن أعتقد أن الحال لن يبقى على حاله، فهذه المهزلة ستعجل بحدوث القطيعة مع التسيير الكارثي لعيسى حياتو وجماعته”.