تلقت الأوساط المغربية بكثير من الاستغراب والحسرة قرار العقوبات التي فرضتها الكونفيدرالية الإفريقية بحق الكرة المغربية، وتفاوتت ردود الفعل بين ساخط وناقم على عيسى حياتو، رئيس الكاف، وبين مطالب بالانسحاب من المنظومة الإفريقية. ورفض اتحاد الكرة المغربي التعليق على القرار وانتظار غدا لعقد اجتماع طارئ سيخصص لاتخاذ الصيغة المناسبة للرد. هاجم المغاربة رئيس اتحاد الكرة فوزي لقجع ودعوه للاستقالة، بعدما وصفوا ما قاله بالكذب حين قدم تصريحات استبعد من خلالها معاقبة المغرب رياضيا والاكتفاء بغرامة مالية بسيطة. وأبلغت قرارات الكاف أجهزة عليا والرد سيكون قويا في اليومين القادمين، بعدما اعتبروا ما أقدم عليه حياتو إجراء غير قانوني تجاه المغرب، الذي له تقاليده الكبيرة وظل يحترم جهاز “الكاف”، ولم يمتنع عن تنظيم كأس أمم إفريقيا، وإنما طالب بإرجائها لأسباب موضوعية. وبات في حكم المؤكد أن المغرب سيعتمد على خبرة قانونية دولية في صراعه مع الكاف، وسيلجأ للفيفا وهيئات التحكيم الرياضي، بعدما قرر حياتو أقسى عقوبة في تاريخ اللعبة في القارة السمراء. في وقت هاجم مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما سموهم بلوبيات اشتغلت ضد المغرب في الكواليس هدفها ضرب مصالحه، وخصوا بالذكر عضوا عربيا يشتغل ضمن تنفيذية الكاف وله كلمة مسموعة داخل اللجنة التنفيذية، ولم يسمه المغاربة، إلا أن الأمر، مثلما هو واضح، يتعلق برئيس “الفاف”، محمد روراوة. وقررت الهيئة القارية حرمان المغرب من المشاركة فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية في دورتين متتاليتين عامى 2017 و2019 بعد نسخة البطولة ال30 التى تستضيفها غينيا الاستوائية، على خلفية رفض استضافة البطولة تخوفا من فيروس إيبولا القاتل. وفرضت غرامة مالية قيمتها 40 ألف دولار تطبيقا لبند الانسحاب من تنظيم المنافسة الإفريقية وفقا للوائح الداخلية، إضافة إلى غرامة مادية كبيرة تقدر ب20 مليون دولار على الحكومة المغربية نظرا للضرر التي تسببت فيه للكاف جراء نقل الدورة من المغرب إلى غينيا الاستوائية. من جانب آخر، قالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية، إن حياتو كان رحيما حيال المغرب، لأنه عمل على تفادي فرض عقوبات أكثر تشددا، وقالت الصحيفة نفسها إن حياتو تدخل لجعل العقوبات معتدلة، بخلاف ما كان متوقعا من طرف اللجنة التنفيذية.. وكانت العقوبات الأولى تشمل أيضا إقصاء الأندية من كل المنافسات، فيما يتم إقصاء منتخب المغرب إلى غاية تصفيات مونديال قطر 2022. وأضافت الصحيفة نفسها أن كتلتين في اللجنة التنفيذية اعتمادنا طرحين متناقضين، وظهر حياتو في الجانب الأكثر مرونة ودافع عن مبرراته، مجنبا المغرب عقوبات أشد كان البعض من أصحاب القرار يدعون إلى اعتمادها.