عمد المغاربة في الساعات الأخيرة، قبل انعقاد اليوم اجتماع اللجنة التنفيذية للكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقاهرة، ممارسة الضغط ليس لتفادي العقوبات كليا، وإنما للخروج بأخف الأضرار، على خلفية رفض المملكة المغربية تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، في موعدها المحدد. وينظر أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف في الاجتماع الذي يرجح أن يواصل أشغاله غدا، ليس فقط إلى تحضيرات غينيا الاستوائية لاستقبال كأس أمم إفريقيا القادمة والإشراف على قرعة المنافسات القارية للأندية، ولكن أيضا إلى العقوبات المثيرة للجدل التي من المتوقع أن تفرضها الهيئة القارية على المغرب، بسبب عدم احترامه لالتزاماته بتنظيم الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا. ويعيش المغاربة على الأعصاب طوال المدة التي أعقبت قرار الهيئة القارية بسحب التنظيم من المغرب، حيث لم يخف المغرب مخاوفه من احتمال فرض عقوبات مشددة عليه، من شأنها أن ترهن مستقبل الكرة في المملكة لسنوات. ولم يفتح المغاربة أي نقاش حول العقوبات طيلة إقامة مونديال الأندية في المغرب، حيث فضلوا عدم إفساد الأجواء، ومع ذلك، لم يخل المونديال من حدوث فضيحة من العيار الثقيل، بسب البرك المائية التي غمرت ميدان ملعب الرباط، من دون أن يتمكن المغاربة من تسوية المشكلة. ويبرز رئيس الاتحادية المغربية، فوزي لقجع، في صورة المنقذ المنتظر للمرافعة عن موقف المغرب، في اجتماع الهيئة القارية، حيث ينتظر أن يدافع عن مبررات المغرب في اعتماده رفض تنظيم الموعد الإفريقي في الموعد المحدد بتحديد فيروس إيبولا كسبب قاهر، ولم يطلب المغرب إلا التأجيل، كما لم يطلب إعفاءه من استقبال الدورة، مثلما يدافع المغاربة عن أنفسهم من القبضة الحديدية التي تجمعهم مع رئيس الكاف، عيسى حياتو. وكان حياتو توعد المغرب بعقوبات لأربع سنوات مع فرض غرامة مالية ضده، واختار الموقف المتشدد لمعالجة المشكلة، خوفا من فتح جبهات أخرى ضده، في إفريقيا، وذكر حياتو أن الهيئة القارية لم تتسامح مع أي واقعة سابقة، وبناء على ذلك، فإن الكاف لن تتسامح في الحاضر أيضا مع وقائع أخرى، مثلما أكد عليه حياتو في أعقاب تعيين غينيا الاستوائية لاحتضان الدورة القادمة خلفا للمغرب، وسعى حياتو إلى إقناع المغاربة بالعدول عن موقفهم، إلا أن المملكة لم تعتمد أي مرونة، وأظهرت موقفا متصلبا مما وصفته بمخاطر انتشار وباء إيبولا، عند تدفق الآلاف من الجماهير الإفريقية على المغرب، بمناسبة كأس أمم إفريقيا. وسيكون حياتو أمام اختبار جاد لتنفيذ تهديداته، وفي حال العكس، يبقى التساؤل مطروحا ومشروعا بخصوص أسباب تراجع حياتو عن العقوبات، التي أشار إليها في تصريحاته القليلة الأخيرة. واستبق رئيس الاتحادية المغربية الأحداث، عندما استبعد مشاركة المغرب في أي منافسة خارج القارة التي ينتمي إليها، في حال حرمان المنتخبات المغربية من المشاركة في المنافسات الإفريقية، وأوضح أن المغرب لن يتخلى عن عمقه الإفريقي، فيما دعت الوسائل الإعلامية المحلية إلى مقاضاة الهيئة القارية دوليا، في أعقاب صدمة سحب التنظيم من المغرب، إلا أن السلطات العمومية المغربية بدت أكثر واقعية في التعامل مع الملف، وبدلا من دخولها في مواجهة مع الكاف، فضلت السلطات المغربية التفاوض وتقديم المرافعات لتجنب عقوبات ثقيلة، وتأمل أن يحن قلب حياتو على المملكة ويكتفي بفرض غرامة مالية معتبرة.