تراجعت أسعار النفط إلى دون 60 دولارا للبرميل، بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال لتسليمات شهر أفريل المقبل، وتأثرت الأسعار بفعل الارتفاع المتواصل للعملة الأمريكية الدولار مقابل العملات الرئيسية بالخصوص، في ظل بقاء المؤشرات الأخرى دون تغيير، لاسيما فائض العرض مقابل نمو متواضع للطلب. ويبقى الدولار من بين العوامل المؤثرة في سعر النفط، حيث يساهم ارتفاعه في انخفاض البرميل، ويعرف الدولار مند ثلاثة أشهر بالخصوص منحى تصاعديا مقابل الأورو، وبلغ سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة 1.085 دولار، وهو من أدنى المستويات منذ أكثر من 10 سنوات، فيما تدنى سعر النفط إلى مستوى 59.33 دولار للبرميل، في انتظار الكشف عن التقرير الثاني لمنظمة “أوبك” للسنة الحالية، والذي سيؤكد، حسب الخبراء، المنحى التنازلي لأسعار النفط خلال السنة الجارية، والمتوقع أن يستمر لفترة زمنية لا تقل عن السنة. ويتوقع أن يمثل معدل سعر النفط خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية ما بين 55 و56 دولارا للبرميل، أي قرابة 50 في المائة أقل من المستوى المسجل خلال نفس الفترة من سنة 2014، حيث قارب المعدل 100 دولار للبرميل، ويستبعد الخبراء أن يعود النفط إلى نفس المستوى، حيث تشير إسقاطات وتوقعات الأسواق الآجلة إلى تقدير معدل سعر برميل النفط خلال السنة الحالية ما بين 53 و62 دولار للبرميل، مع إمكانية تسجيل هامش إضافي دون أن يتجاوز 65 دولارا للبرميل، مع استبعاد تدخل دول منظمة “أوبك” في السوق. ويساهم ارتفاع صرف الدولار مقابل الأورو، والذي يتوقع له أن يستمر، في بقاء البرميل في مستوى متدن، على خلفية تباين في المواقف بين الخزينة الفدرالية الأمريكية والبنك المركزي الأوروبي، في وقت سيشرع فيه البنك الأوروبي في برنامج خاص بشراء أصول بحوالي 60 مليار أورو شهريا، بينما قررت الخزينة الأمريكية وضع حد لسياستها الخاصة بنسب الفوائد المنعدمة، أي صفر بالمائة، علما أن قوة الدولار تجعل المواد الأولية أقل استقطابا لدى المستثمرين، وبالتالي تكون أقل طلبا لاسيما للمستثمرين المتعاملين بعملة غير الدولار.