الجزائر من بين أهم مصدري النفط الخام باتجاه السوق الأمريكي سجل سعر النفط الجزائري صحارى بلند، تراجعا محسوسا خلال شهر أوت وبداية سبتمبر، مما أثّر سلبا على المعدل السنوي الذي فقد أكثر من دولار بالنسبة لعام 2014، بينما عرف شهر أوت أكبر تراجع لسعر النفط الجزائري ببلوغه 100.86 دولار للبرميل مقابل 106.64 دولار في جويلية2014 . تكشف تقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عن تقلبات معتبرة في أسعار النفط، مست برميل البترول الجزائري أيضا، حيث فقد صحاري بلند لأول مرة الرسوم الخاصة به مقابل برنت بحر الشمال، حيث نزل دون مستوى هذا الاخير بقرابة دولار في أوت، بينما تجاوزه في جويلية ب 0.10 دولار. وبلغ معدل سعر النفط الجزائري في جويلية 106.74 دولار للبرميل، ليتدنى إلى 100.86 دولار للبرميل في أوت بنسبة نمو سلبية تقدّر ب 5.88 في المائة ومعدل سنوي بلغ 108.50 دولار. علما أن حد التوازن في القوانين المالية لميزانية الجزائر أضحى يقدّر ب 100 دولار للبرميل، مما يفرض على الجزائر تسجيل ما بين 101 و105 دولار للبرميل كحد معقول لضمان هوامش حركة في ميزانية الدولة التي تواجه ضغوطات كبيرة على مستوى ميزانية التسيير والتجهيز معا، مما انعكس سلبا على مستوى الخزينة والميزانية التي يرتقب أن يفوق عجزها 64 مليار دولار. في نفس السياق، سجل برنت بحر الشمال حسب تقرير “أوبك” انخفاضا أيضا، حيث بلغ 106.64 دولار للبرميل في جويلية و101.56 دولار للبرميل في أوت، بينما بلغ معدل سعر مؤشر بورصة لندن 107.73 دولار للبرميل خلال الفترة الممتدة ما بين جانفي ونهاية سبتمبر 2014. ومع ذلك، يظل سعر النفط الجزائري من بين أغلى نفوط سلة “أوبك”، مع تسجيل تحسن في مستويات أسعار مؤشر النفط النيجيري “بوني لايت” الذي استعاد حيويته ببلوغه معدل سنوي يقدّر ب 109.85 دولار للبرميل، وهو بالتالي أغلى نفوط في السلة، بينما سجل انخفاض محسوس لمستوى سعر النفط الليبي “السيدر” بالنظر إلى وضعية ليبيا. أما فيما يتعلق بمعدل سعر سلة أوبك، فإنها بدورها تأثّرت بالانخفاض العام للأسعار، حيث بلغت 105.61 دولار في جويلية و100.75 دولار في أوت بنسبة انخفاض بلغت 4.86 في المائة، بينما قدّر معدل سعر البرميل ب 104.78 دولار للبرميل. وفيما يتعلق بالإنتاج النفطي، عرف على عكس منحى الأسعار ارتفاعا وتحسنا لأول مرة مند بداية السنة، حيث بلغ إنتاج الجزائر من النفط خلال أوت الماضي 1.189 مليون برميل يوميا مقابل 1.167 مليون برميل يوميا في جويلية، وبذلك أضحى معدل إنتاج البترول أعلى من مستوى سنة 2013، لكنه يظل أقل من معدل سنة 2012، أين بلغ متوسط الإنتاج 1.210 مليون برميل يوميا. علما أن البترول يمثل نسبة 36 في المائة من الإيرادات الإجمالية، بينما تصل حصة الغاز إلى 40 في المائة من المداخيل والباقي عبارة عن مشتقات للمحروقات. وعلى صعيد متصل، استرجعت الجزائر مكانتها في السوق الأمريكية للنفط، حيث صنفت من بين أهم وأكبر الدول المموّنة للسوق الأمريكي رغم تسجيل انخفاض للواردات الإجمالية من النفط من دول “أوبك” بنسبة 2 في المائة. وجاءت الجزائر كثالث أهم مصدّر للسوق الأمريكية بحوالي 56 ألف برميل يوميا بنسبة نمو بلغت 8 في المائة بعد كندا وروسيا. ورغم توجّه الولاياتالمتحدة إلى تطوير النفط الصخري إلى جانب الغاز الصخري، فإن السوق الأمريكية لا تزال تستورد كميات كبيرة من النفط، مع ارتقاب تراجع خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعتبر النفط الجزائري الخفيف من بين أهم النفوط المطلوبة في السوق لتوعيته وينافسه حاليا نفط نيجيريا وليبيا بالخصوص.