كشفت إحصائيات رسمية فرنسية عن أعداد الجزائريين المقيمين في فرنسا انطلاقا من سنة 1946 إلى غاية 2011. وتظهر الأرقام فوارق شاسعة بين السنوات صعودا بنسب تصل إلى 89 بالمائة، فمع اندلاع الثورة التحريرية سنة 1954، سجل منح 211675 جزائري بطاقة إقامة، ليرتفع الرقم إلى 350484 جزائري غداة الاستقلال عام 1962. تجري السلطات الفرنسية تحقيقات عن أعداد الرعايا الأجانب المقيمين فوق أراضيها، كل 6 إلى 8 سنوات حسب طبيعة الفترة الزمنية، حيث توقفت الإحصائيات عند سنة 2011، وتشير الدراسة التي نشرها المعهد الفرنسي للإحصائيات والدراسات الاقتصادية، إلى المهاجرين المتحصلين على شهادة الإقامة، بدءا من 1946 سنة ميلاد الدستور الجمهوري الرابع. وورد اسم الجزائر ضمن 11 بلدا أساسيا، ممن تحصل الجزائريون في فرنسا على شهادة الإقامة الفرنسية. ففي سنة 1946 بلغ عدد الجزائريين 22114، وبعد 8 سنوات وبالضبط سنة 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، ارتفع العدد بشكل كبير بنسبة تفوق 89 بالمائة، أي 211675 جزائري. علما أنه في هذه الفترة كان كل الجزائريين فرنسيين مكتوب على بطاقاتهم التعريفية ”فرنسي مسلم”. وواصل عدد الجزائريين الحائزين على شهادة الإقامة في فرنسا في الارتفاع، فمن تاريخ إعلان الثورة إلى غداة الاستقلال سنة 1962، عرف العدد ارتفاعا فوصل إلى 350484 جزائري، ثم اقترب العدد إلى حوالي نصف مليون جزائري مع حلول سنة 1968، ب473812 جزائري. وتظهر المنحنيات البيانية للمعهد الفرنسي، الجزائر التي أعطي لها اللون الأخضر لتفريقها عن بقية الدول الأخرى، أن ذروة حصول الجزائريين على الإقامة الفرنسية ما بين 1975 إلى 1982، فمع بداية السنة الأولى وصل العدد إلى 710690 جزائري بارتفاع فاق 236 ألف مقيم جزائري، بينما أكبر عدد سجل في السنوات مابين 1946 إلى 2011، في السنة الثانية وهي 1982 ب805116 جزائري تحصلوا على الإقامة. وتقهقر عدد الجزائريين المتحصلين على شهادة الإقامة نزولا مع بداية التسعينات، بانخفاض وصل إلى حدود 200 ألف جزائري. وفي سنة 1990 كان عدد الجزائريين 614207. ويلاحظ أن سنوات التسعينيات توقفت فيها الإحصائيات، لتعاود بالظهور مع سنة 1999 (سنة وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم)، لكن مع انحدار كبير ب475216 جزائري. وحافظت الأرقام على نزولها إلى غاية سنة 2008، حيث كشفت عن 470800 جزائري متحصل على الإقامة، وبعدها بأربع سنوات أي عام 2011 تاريخ توقف الإحصائيات، انخفض العدد أيضا إلى 465849 جزائري. والملاحظ في الفترة التي انخفض فيها منح بطاقة الإقامة فوق الأراضي الفرنسية، مع بداية التسعينات وبالتحديد مع حكومة ”إيدوارد بالادير” سنة 1993 مع ما يعرف بقانون ”باسكوا دوبري” الخاص بالهجرة، وشدد القانون ذاته في حكومة ”ألان جوبي 2” سنة 1997. في المقابل، نشر الوزير الأول السويدي السابق، كال بيدلت، خريطة يستعرض فيها أكبر الجاليات الأجنبية في مختلف الدول الأوروبية، تظهر فيها الجزائر ”المستحوذ” على المرتبة الأولى على فرنسا من حيث عدد الجالية فيها، إذ بلغ عدد المهاجرين الجزائريين أكثر من 6 ملايين شخص، مقابل 3 ملايين مغربي.