صرح المجاهد والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني بوعلام بن حمودة قائلا: »يجب التعريف بمجد الثورة الجزائرية، بأهدافها ونشاطاتها السياسية والعسكرية وبدوافعها وأفكارها وبالصعوبات التي واجهتها«، معتبرا انجازه الجديد يأتي ضمن هذا السياق »فهو شاهد على حقبتين وجهادين« الأول يندرج ضمن الثورة التحريرية الكبرى، والثاني غداة الاستقلال وما بعد 1962. تحدث الدكتور بوعلام بن حمودة، أول أمس، بمتحف المجاهد، بالجزائر العاصمة، بحضور الأسرة الثورية وقدماء المجاهدين، يتقدمهم وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، عن ظروف انجازه لكتابه الأخير الموسوم »الثورة الجزائرية.. ثورة أول نوفمبر 1954 معالمها الأساسية«، الذي كان نتيجة بحث أكاديمي وموضوعي كبير، حيث قال الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني »لم يكن سهلا العودة إلى الأسباب العميقة التي أدت إلى اندلاع الثورة، كان يجب على الرجوع إلى المؤلفات الهامة والشهادات الصحيحة والصادقة، لأشخاص عايشوا الأحداث كمسؤولين وباحثين ومؤلفين«. وقال بن حمودة: »لم يشهد تاريخ البشرية جرما أكثر من مجازر فرنسا التي نفذتها في حق جزائريين عزل، على امتداد 130 سنة.. ستبقى مجازر فرنسا في الجزائر الأفظع على الإطلاق«، واصفا إياها ب»النقطة السوداء في تاريخ الإنسانية«، قبل أن يضيف »إن الأرقام التي كان يعلن عنها من قبل فرنسا غداة المجازر التي تنفذها أقل بكثير من الأرواح التي أزهقت )..( أرى أن عدد الضحايا في الثورة التحريرية، أكبر من العدد المتعارف عليه، إنها أرقام مغلوطة«. ويأتي المؤلف الأخير للمجاهد بوعلام بن حمودة تحت عنوان »الثورة الجزائرية.. ثورة أول نوفمبر 1954 معالمها الأساسية«، تزامنا واحتفال الجزائر بمرور نصف قرن على استقلالها، عن دار النعمان للنشر والتوزيع، في طبعة باللغتين العربية والفرنسية، هو بمثابة شاهد على الثورة وما بعدها في الجزائر، حيث استعرض من خلاله الدكتور بوعلام بن حمودة الحياة السياسية والثورية معتمدا في كتابته لهذا المرجع التاريخي على وقائع ثابثة وشهادات حية صادرة من »فاعلين جزائريين وفرنسيين ومؤلفين نزهاء«، بغرض »وضع حد لادعاءات بعض القادة الفرنسيين الذين ما زالوا يعتبرون الاحتلال الاستعماري كعملية إدخال الحضارة«. ويرى المؤلف، الذي شغل منصب محافظ سياسي في صفوف جيش التحرير الوطني من أوت 1956 إلى غاية 30 أفريل 1962، إن »إدانة الاستعمار الفرنسي تقصد الاستعمار الفرنسي والقادة السياسيين الذين دافعوا عنه ولا تقصد الشعب الفرنسي الذي لم يكن في مجمله مسؤولا عما جرى«. واختتم اللقاء بتكريم الدكتور بوعلام بن حمودة عن منجزه الفذ بميدالية شرفية سلمها له وزير المجاهدين محمد الشريف عباس بحضور جمع غفير من العائلة الثورية والإعلامية.