تنتهي اليوم المهلة التي منحها اتحاد أولياء التلاميذ للوزارة الأولى التي سبق وطالبها بعقد اجتماع رباعي يجمع الوزارة الأولى واتحادهم والنقابات ووزارة التربية، للنظر في المطالب العالقة لتفادي تأثيرها مستقبلا، والخطوة الجديدة لهم هي مطالبة رئيس الجمهورية من خلال مراسلة رسمية للتدخل، حسب ما صرح به رئيس الاتحاد أحمد خالد ل”الخبر”، خاصة وأن الدروس تتراكم وتعويضها سيكون صعبا وسيؤثر سلبا على مدى استيعاب التلاميذ لها، فحتى خيار التعويض خلال العطلة المدرسية يعد قرارا سلبيا، حسبه. ووجه المتحدث انتقادا لطرفي النزاع، فالنقابات حسبه ارتكبت خطأ عندما وافقت على نسخة من القانون الأساسي قبل عرضه على الحكومة للمصادقة، أين كانت منشغلة برفع الأجور ورفع الهيمنة على ملف الخدمات الاجتماعية، فكان الأجدر بها التمسك خلالها بتسوية ملفات الفئات التي همشها القانون، عوض الموافقة على المصادقة وبعدها تنتفض حفاظا منها على قواعدها، أما الوزارة فقالت إن هناك مسؤولين يتحملون جزءا كبيرا مما يحدث لعدم حرصهم على تسوية مطالب العمال، وعلى الوزير بابا أحمد أن يحسم موقفه مع مثل هؤلاء، يضيف ممثل الأولياء. تهديدات الوزارة لم تنل من عزيمة المضربين وفي ظل هذه الأوضاع المشحونة بمخاوف الأولياء على أبنائهم واصل الأساتذة إضرابهم، بعد أن دخل إضراب ”الأنباف” يومه الرابع من الأسبوع الثاني، والذي على الرغم من التضييق الذي مارسته الوزارة على المضربين والتهديدات بخصم الأجور دفعة واحدة خلال هذا الشهر واحتساب يومي الجمعة والسبت خلال الخصم، وإعذارات بالطرد حسب بيانات كل النقابات، إلا أن ذلك لم يمنع الأساتذة من مواصلة الإضراب. وحسب رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”أنباف” صادق دزيري في تصريح ل”الخبر”، فإن الوزارة راهنت على قطع العلاقة بين القيادة الوطنية للاتحاد مع القاعدة العمالية في خطة لتشتيت الصفوف وربح الوقت، إلا أنها فشلت في ذلك وتضييقها زاد في تضامن الأساتذة وإصرارهم على مواصلة الإضراب، يضيف المتحدث، حيث حقق الإضراب نسبة استجابة عالية عبر ولايات الوطن مثل باقي أيام الإضراب، وفي بعض المؤسسات أكثر، كما أن هناك قرارات غير منطقية كخصم الأجور أيام الإضراب بما في ذلك يومي الجمعة والسبت، بالرغم من أن القانون 90-02 واضح في ذلك، معلقا على ما يحدث بالقول ”كلما زاد تضييق الوزارة قابله تضامن الأساتذة مع بعضهم”. وتزامنا مع الإضراب تنقل وفد من ”الأنباف” أمس، حسب رئيسه، إلى الكتل البرلمانية أين أودع ملفا يتضمن النزاع الدائر بينه وبين الوزارة والمطالب المرفوعة وكذا المحاضر المشتركة التي التزمت فيه الوزارة بالاستجابة للمطالب وحددت لها آجالا. من جهته ندد رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كناباست”، نوار العربي، بما يحدث عبر المؤسسات التربوية من تضييق، وهو الأسلوب الذي انتهجته الوزارة لتكسير الإضراب الذي قال إنه مستمر، مادامت مطالبهم عالقة، كما حذر المتحدث من الوضع العام الذي يزداد ”تعفنا”، حسبه، وكان الأجدر بالوصاية، حسبه، الدعوة للمفاوضات على طاولة الحوار وليس لاتباع أسلوب التهديد الذي رفع من نسبة التضامن بين الأساتذة، يضيف نوار العربي، مؤكدا أن استدراك الدروس الضائعة أمر معقد للغاية، خاصة في هذا الظرف بالذات، وعلى الوزارة أن تضع ذلك في الحسبان، لأن هذا يؤثر على التلاميذ في السنوات المقبلة عند عدم تمكنهم من استكمال البرنامج المدرسي. نفس الاستفزازات تحدث عنها بيان النقابة الوطنية لأساتذة العليم الثانوي والتقني ”سناباست” تسلمت ”الخبر” نسخة منه، الذي ذكر أن التهديدات مصدرها بعض المديرين والمفتشين، أو التعليمات والقرارات التي ترسل بها الوصاية من حين إلى آخر من أجل العدول عن الإضراب، حيث وعلى الرغم من ذلك حقق الإضراب في يومه الثالث والأخير من هذا الأسبوع نسبة استجابة بلغت 68.56 بالمائة، في حين سيقرر المكتب الوطني مصير الإضراب خلال الأسبوع المقبل، يضيف ذات المصدر. ر. د