اعتبرت حركة النهضة قرارها بمقاطعة رئاسيات 17 أفريل، بأنه ”قرار سياسي” واصفة إياه بأنه ”رسالة سياسية للشعب الجزائري ورسالة للسلطة نقول لها كفى من العبث بإرادة الأمة بعد نصف قرن من الاستقلال”. وذكر الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، أمس، في ندوة صحفية، أن قرار المقاطعة ”قرار مستقل وهو رسالة دق ناقوس الخطر لنقول للشعب الجزائري إن البلاد في خطر”. وانتقد ذويبي في رده على تصريحات وزير الداخلية بعدم تمكين الأحزاب المقاطعة من القاعات أثناء الحملة الانتخابية التي ستخصص للمشاركين في الرئاسيات بأنه ”بمثابة اعتداء على الحريات وبرمجة مسبقة لضرب العملية السياسية لتغييب الصوت الآخر بطريقة غير قانونية باستعمال نفوذ السلطة”، مشيرا في هذا الصدد ”نحن سنتخذ موقفنا مع شركائنا السياسيين حول هذا الموضوع في الأيام القادمة”. وحول تصريحات سعداني إزاء جهاز المخابرات، قال ذويبي ”إن حزب سعداني هو المستفيد الأول من المؤسسة العسكرية في انتخابات 2012 من خلال الزج بالجيش في العملية السياسية بتسجيلهم في القوائم الانتخابية خارج الآجال القانونية والتصويت المبرمج لفائدة حزب السلطة من قبل الأسلاك النظامية”. وبرأي ذويبي ”اعتقد أن مرحلة الاستنفاع من السلطة قد انتهت وانتهت مرحلة التوافق بين أجنحة السلطة في ذلك”، مؤكدا بأن ”حركة النهضة حزب جاد يرفض الاصطفاف وراء هذا أو ذلك”. ووصف ذويبي الوضع في الجزائر بأنه ”انتقل من الغلق إلى التعفين”، وذكر أن سببه ”هو الاعتداء على الدستور سنة 2008 خصوصا مادة تحديد العهدات الرئاسية الذي كان مكسبا للشعب الجزائري”. وقال محمد ذويبي إن ”الجزائر بلد كبير وأكبر من أن يرتبط مصيرها بشخص”. وعن رفض السلطة تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، تساءل ذويبي ”كيف يمكن أن نتصور انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وأن الهيئة الناخبة المعنية لا تعلمها الطبقة السياسية ولا أحد يعرف ما هي حقيقتها”، مشيرا إلى أن تصريح وزير الداخلية واضح الدلالة، إنهم يدركون أن ترك العملية الانتخابية لجهة محايدة يعني أن الشعب سيقرر مصيره وسيقول كلمته وهذا ما لا يريدونه”. أما في رده على سؤال حول رسالة شخصيات وطنية دعت للمقاطعة إذا ترشح رئيس الجمهورية فقال ”إننا في وقت لا يجب السكوت على مستقبل البلاد، هم أحرار في تصريحهم وندعو غيرهم من الشخصيات الوطنية إلى أن تدلي برأيها بكل حرية من أجل إثراء النقاش الوطني وعدم ترك الساحة للرداءة السياسية تعوث في البلاد فسادا”.