تحوّل ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة إلى أهم مادة ساخرة في بعض البرامج الحوارية في الإعلام الفرنسي وعناوين الصحف، وامتدت عدوى السخرية إلى قطاع في الإعلام العربي كلها متفاجئة من ”لا منطق” ترشح ”الرئيس المريض لعهدة جديدة في زمن التغيير”. يسخر الإعلام الفرنسي بشكل واسع منذ مطلع الأسبوع الجاري من ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، ولا فرق بين إعلام محسوب على الحكومة أو مستقل، المهم أن ترشح الرئيس المريض لا يخضع، وفقا للتعليقات الساخرة لأي منطق سياسي أو أخلاقي، وقرر البرنامج الساخر ”لوبوتي جورنال” الذي يبث في قناة ”كنال بلوس” إعداد حلقات متواصلة عن ترشح الرئيس بعدما أطلق أول الأعداد الخاصة ببوتفليقة مساء أول أمس، صور فيها الرئيس المترشح على أنه غير قادر على أداء أي وظيفية حركية وأن حركات يده اليمنى في الاستقبالات الرسمية ما هي إلا اجتهاد من محيطه المقرب بالاعتماد على عمليات ”المونتاج” لفريق السمعي البصري في رئاسة الجمهورية. واجتهد البرنامج الفرنسي الساخر والذي تعود على إفراد مقاطع ساخرة يوميا للسياسيين الفرنسيين، في محاولة مقارنة صور الرئيس بوتفليقة غداة استقباله جون مارك أيرو، الوزير الأول الفرنسي، شهر ديسمبر الماضي، وبين أخرى لاستقباله مسؤولا كويتيا مطلع الأسبوع الجاري، ويقول منشط الحصة في تعليقه على الصور ”هذا هو الرئيس المترشح” فتنطلق قهقهات بين الجمهور الحاضر، ثم يضيف المعلق: ”إنها نفس الصور لرئيس مشلول عدا يده اليمنى التي تتحرك”، كما تساءل أنه لا يوجد أي تسجيل للرئيس واقفا على رجليه وأن آخر ظهور له بهذا الشكل يعود إلى تاريخ 18 أفريل 2013 أي قبل إصابته بجلطة دماغية بعشرة أيام. لكن موقع السخرية في البرنامج الفرنسي كان أكثر حدة لما تعلق الأمر بتساؤلات حول كيفية أداء بوتفليقة لحملته الانتخابية، فطرح البرنامج حلا للرئيس يتمثل في كرسي متحرك نفاث لتسهيل تنقلاته، وفريق عمل من خلفه يتولى تنسيق حركات يده من خلف ستار. لكن هذا البرنامج الذي يبث على قناة ”كنال بلوس” غير الحكومية، ليس الوحيد في مسلسل التعاليق الساخرة للإعلام الفرنسي، حيث عاد برنامج ”لم ننم بعد” الذي يعرض على قناة ”فرانس 2” الذي يقدمه لوران روكيي لطرح التساؤل الساخر الذي أطلقه في نوفمبر الماضي: ”من سيصل الأول إلى صناديق الاقتراع، بوتفليقة أم ملفه الصحي؟”. وفي قناة ”أي.سي.بي” البرلمانية الفرنسية حدث ما هو أسوأ في أحد البرامج الحوارية، حيث أصيب ضيوف البرامج ب”ضحك هستيري” لما طرح للنقاش موضوع ترشح بوتفليقة، وكان بينهم كاتب صحيفة ”لوفيغارو” إيف تريارد الذي يصف في البرنامج هذا الترشح ب”الدراما الأليمة لأمة عظيمة كالجزائر”، ولم يتوقف الأمر على البرامج المصورة، بما أن صحيفة ”لوكنار أونشيني” وضعت عنوانا ساخرا في صفحتها الأولى عن ترشح بوتفليقة، فيه إيحاء بأن في الجزائر كلمة ”جون”، يقصد الشاب، غير معترف بها إلا في رمضان، أما ”لوموند” فخصصت في عدد أول أمس، افتتاحيتها لعبد العزيز بوتفليقة معتبرة أن ترشحه يشكل ”خطر الركود”، وقالت إن ترشحه لعهدة ثالثة ونيته للرابعة كان من أجل الاستقرار حسب حلفائه لكنه قد يتحول إلى ”ركود قد يصبح غضبا”. ولم تكن السخرية متعلقة بالإعلام الفرنسي، ففي أحد البرامج في قناة ”أو.تي.في” المصرية، يقول أحد المعلقين إن المشهد الجزائري بترشح بوتفليقة ”يشهد نكتة سياسية”، وقال المنشط عن ترشح الرئيس ”حالته الصحية لا تسمح حتى بقراءة الصحف ولو قرأ خبرا سيئا سينقل للعلاج مجددا إلى فرنسا”.