وضع جثمان الراحلة “نّا شريفة” في إحدى حجرات مدرسة المقراني، ولم يقتصر الحضور على الرجال، إذ أحاط بجثمان “نّا الشريفة” العشرات من النساء من كل الأجيال، بالأخص من رفيقات دربها في الفن، وأعضاء فرقتها الغنائية وأمهات جئن من بلديات دائرة أقبو وصدوق وجعافرة، ما دفع الفنان القبائلي بوعلام بوقاسم للقول: “فكرت طويلا في اعتزال الفن، ولكني اليوم قررت أن أواصل، فهذا الجمع الحاشد شهادة على أن الفنان القبائلي يحظى باحترام الجمهور”. وحضر الجنازة وجوه فنية معروفة على غرار فريد فراڤي، عمور عبد النور، الوالي بوسعد، إضافة إلى رفيقات درب الراحلة منهن جيذة ثامجطوحت (الصغيرة) والمطربة لويزة، وكلهم اجمعوا على فقدان فنانة فريدة في طابعها وصوتها وشاعريتها، تركت مكتبة تفوق 800 أغنية صورت فيها معاناة المرأة الجزائرية بعفوية. وقد تجندت كل قرى بلدية إلماين لاستقبال المعزين، حيث ساهم الجميع في إكرام الوافدين وإطعامهم وتوجيههم، وتأخر نقل الجثمان بسبب تزاحم الراغبين في إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيدة، ثم حمل الجثمان في سيارة الحماية المدنية وخلفها آلاف المشيعين حتى مقبرة البلدية، من كل الأجيال والشرائح الاجتماعية، منتخبين وفنانين وشبابا، بالإضافة إلى مديري الثقافة لولايتي تيزي وزو وبرج بوعريريج، وعضو مجلس الأمة جعفر بوعلام، وكل رؤساء بلديات أقبو وصدوق وجعافرة.