حذّر التقرير العالمي الأول لمنظمة الصحة العالمية الجزائر من المضادات الحيوية التي تشكّل تهديدا خطيرا بالصحة العمومية. ويعتبر التقرير الذي تضمن بيانات وردت من 114 بلد، الأول من نوعه الذي يتناول مقاومة المضادات الحيوية على الصعيد العالمي. أفاد التقرير الجديد لمنظمة الصحة العالمية بأن تهديد المضادات الحيوية “لم يعد مجرد تنبؤ للمستقبل، بل إنه واقع بالفعل الآن في كل إقليم من العالم، ويمكن أن يمس كل فرد في أي سن وفي أي بلد”. وجاء اسم الجزائر في التقرير العالمي عن مقاومة المضادات الحيوية التي “تحدث عندما تطرأ تغيّرات على الجراثيم فتفقد المضادات الحيوية مفعولها لدى من يحتاجون إليها لعلاج العدوى، وتشكل الآن تهديداً كبيراً للصحة العمومية”. ويشير التقرير الواقع تحت عنوان “مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد”، إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث مع العديد من العوامل المعدية المختلفة، لكن التقرير ركز على مقاومة المضادات الحيوية لدى 7 جراثيم مختلفة تتسبب في أمراض شائعة وخطيرة، مثل حالات عدوى مجرى الدم (الإنتان)، والإسهال، والالتهاب الرئوي، وحالات عدوى المسالك البولية، والسيلان، ويوثق مقاومة المضادات الحيوية، ولاسيما تلك التي تعد “الملاذ الأخير” في جميع أقاليم العالم. ويكشف التقرير أن “الأدوات الرئيسية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية من طرف النظم الأساسية لتتبع المشكلة ورصدها، تشوبها ثغرات أو لا توجد أصلاً في العديد من البلدان، لذلك فإن على كل بلد (منها الجزائر) وكل فرد بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد”. وتشمل الإجراءات الهامة الأخرى الوقاية من حالات العدوى عن طريق إتاحة المياه النقية ومكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية والتطعيم، بهدف تقليل الاحتياج إلى المضادات الحيوية، فيما دعت المنظمة أيضا إلى الاهتمام بضرورة استحداث وسائل تشخيص ومضادات حيوية، وأدوات أخرى جديدة من أجل تمكين مهنيي الرعاية الصحية من الاستعداد لمواجهة المقاومة المستجدة للأدوية. ووفرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها آليات تساعد الجزائر على مقاومة المضادات الحيوية، عن طريق إبلاغ المواطنين بعدم استعمالها إلا عندما يصفها الطبيب، وإكمال العلاج وعدم القيام بتبادل المضادات الحيوية مع غيرهم أو باستعمال ما تبقى من المضادات الحيوية بعد انتهاء الوصفة الطبية. أما العاملون الصحيون والصيادلة فيتصدون إلى المضادات الحيوية، من خلال تعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها وعدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها. فيما نبَّه جزء من التقرير الحكومة إلى تعزيز تتبع مقاومة الأدوية والقدرات المخبرية وتنظيم وتشجيع الاستعمال الرشيد للأدوية، دون إغفال تعزيز الابتكار والبحث والتطوير فيما يتعلق بالأدوات الجديدة.