أكد الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ علي التيجاني أمس بولاية الأغواط أن الطريقة التيجانية “طريقة جزائرية محضة”، مبرزا أن كل نشاط يتم باسم الطريقة دون استشارة الخلافة العامة بالجزائر لا يعني الطريقة ولا يمثلها، في إشارة إلى ملتقى رعاه ملك المغرب بفاس. قال الشيخ التيجاني علي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بمقر الخلافة العامة للطريقة بعين ماضي (الأغواط) أمس على هامش زيارة وفد إفريقي من مريدي الطريقة إلى مقر الخلافة العامة: “الطريقة التيجانية طريقة جزائرية محضة منذ تأسيسها من طرف الشيخ سيدي أحمد التيجاني سنة 1782 في بوسمغون (البيض)”. وأضاف أن “التاريخ والمراجع موجودة، ولا وجود لأي شك حول الهوية الجزائرية لمؤسس الطريقة سيدي أحمد التيجاني المولود سنة 1737 في دار سيدي بلقاسم بعين ماضي (الأغواط)”. وجدد الخليفة العام للطريقة تأكيده أن “كل نشاط ينظم باسم الطريقة التيجانية ولا تستشار فيه الخلافة العامة للطريقة الكائن مقرها بعين ماضي ولاية الأغواط لا يعني الطريقة ولا يمثلها”. وفي هذا السياق، انتقد الخليفة العام طريقة الدعوة التي وجهت له من طرف الزاوية التجانية بفاس (المغرب) لحضور الملتقى الدولي الثالث لمنتسبي الطريقة الذي تم مؤخرا، “وهي الدعوة التي لا تشرِّف المشيخة لعدم تضمنها عبارة إلى السيد الخليفة العام للطريقة التيجانية، ما يعطي انطباعا أن القائمين على هذا الملتقى لا يعترفون ضمنيا بالخلافة العامة”. وأضاف نفس المصدر معللا سبب عدم حضوره الملتقى بأن الدعوة التي وصلته “كانت شخصية وليست دعوة إلى الخليفة العام للطريقة التيجانية”، متسائلا “لا أدري سبب هذا الخلل الذي جاء في الدعوة في الوقت الذي يعترف فيه أكثر من 350 مليون شخص من أتباع الطريقة المنتشرين في كافة أنحاء العالم بالخلافة العامة” المتواجدة بعين ماضي. وفي هذا الإطار، دعا الشيخ علي التيجاني كل أتباع ومريدي الطريقة المنتشرين عبر العالم “بمن فيهم أتباعها بالممكلة المغربية الشقيقة إلى احترام المشيخة والخلافة العامة”. واعتبر الخليفة العام الطريقةَ التيجانية رمزا من رموز السلام الإفريقي، من خلال مساهمتها الفعالة في نبذ الخلافات وحل الصراعات في عدد من مناطق القارة، على غرار مساهمتها في الحوار الوطني بالسودان سنة 2009 وإصلاح ذات البين بمالي. وذكر المتحدث أن الطريقة التيجانية “شاركت في الحوار الوطني بالسودان الذي يتواجد بها عدة ملايين من المريدين يتبعون الطريقة التيجانية إلى جانب هيئة الأمم المتحدة” بوفد قاده الخليفة العام. وكشف الشيخ التيجاني علي أن “الخلافة العامة للطريقة التيجانية على استعداد تام للمساهمة في إنهاء الوضع الصعب الذي تعيشه الشقيقة ليبيا إذا طُلب منها ذلك”. مشددا في هذا الصدد أن “هذه المبادرات لم تكن بهدف التفاخر أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول والمجتمعات بل لإصلاح ذات البين وزرع الرحمة وقيم الاعتدال بين عامة المسلمين، تطبيقا للدين الإسلامي الحنيف وتجسيدا للمبادئ التي غرسها مؤسس الطريقة سيدي أحمد التيجاني سنة 1782م”.