برّر، أمس، الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ علي التيجاني، غيابه عن الملتقى الدولي الثالت لمنتسبي الطريقة بالمغرب، برفضه طريقة استدعائه من طرف الزاوية التيجانية بفاس، والتي »لا تشرف المشيخة« حسبه، كون القائمين عليها »لا يعترفون فيها ضمنيا بالخلافة العامة«، مؤكّدا أنّ الطريقة التيجانية »طريقة جزائرية محضة«، ليس لها أي خلافات مع كل الطرق الصوفية والزوايا. وقال الشيخ التيجاني علي في تصريح صحفي بمقر الخلافة العامة للطريقة بعين ماضي بولاية الأغواط، على هامش زيارة وفد إفريقي من مريدي الطريقة إلى مقر الخلافة العامة »الطريقة التيجانية طريقة جزائرية محضة مضيفا أنّ»التاريخ والمراجع موجودة ولا وجود لأي شك حول الهوية الجزائرية لمؤسس الطريقة سيدي أحمد التيجاني المولود سنة 1737 في دار سيدي بلقاسم بعين ماضي بالأغواط«، مجدّدا تأكيده أن »كل نشاط ينظم باسم الطريقة التيجانية ولا تستشار فيه الخلافة العامة للطريقة لايعني الطريقة ولا يمثلها«. وفي هذا السياق انتقد الخليفة العام للطريقة »الدعوة التي وجهت له من طرف الزاوية التيجانية بفاس بالمغرب لحضور الملتقى الدولي الثالت لمنتسبي الطريقة الذي تم مؤخرا وهي دعوة شخصية وليست دعوة إلى الخليفة العام للطريقة التيجانية و»لا تشرف المشيخة لعدم تضمنها عبارة إلى السيد الخليفة العام للطريقة التجانية ما يعطي انطباع أن القائمين على هذا الملتقى لا يعترفون ضمنيا بالخلافة العامة«. وأضاف نفس المصدر متسائلا »لا أدري سبب هذا الخلل الذي جاء في الدعوة في الوقت الذي يعترف فيه أكثر من 350 مليون شخص من أتباع الطريقة المنتشرين في كافة أنحاء العالم بالخلافة العامة« المتواجدة بعين ماضي، ودعا كل أتباع ومريدي الطريقة المنتشرين عبر العالم »بما فيهم أتباعها بالممكلة المغربية الشقيقة إلى احترام المشيخة والخلافة العامة«. في ذات السياق أكّد المتحدّث أنّ الطريقة التيجانية و»عكس ما يشاع ليس لها أي خلافات أو أحقاد مع كل الطرق الصوفية والزاويا المنتشرة داخل و خارج الجزائر«، بدليل أن »الطريقة التيجانية وأعيانها ومريديها يشاركون في الاحتفاليات والمناسبات التي تدعوهم إليها باقي الطرق الصوفية والزوايا كما تشرك الطريقة التيجانية باقي الطرق والزوايا في كل المناسبات التي تنظمها«، مضيفا أنّ هناك العديد من الزيارات المتبادلة تتم بين الطريقة التيجانية وزوايا عدة منها الزاوية البلقايدية والرحمانية وكذا زاوية الهامل«. وقال الخليفة العام للطريقة التيجانية أنه من بين المبادئ التي تقوم عليها هذه الطريقة هي »المحبة في الله ونبذ الخلافات بين المسلمين« موضحا انه »لذلك ترى الطريقة التيجانية أن باقي الطرق الصوفية والزوايا المنتشرة بالجزائر وخارجها تقوم بأدوار دينية واجتماعية مكملة للدور الذي تقوم به الطريقة التجانية وليس منافسا لها«. وأضاف نفس المصدر أن الزوايا والطرق الصوفية الأخرى »تجتمع مع الطريقة التيجانية في عدد من المقومات الدينية والروحية وهي القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم«، ونفى من جهة أخرى أن تكون »الطريقة التيجانية تقحم نفسها في الشؤون السياسية كما يشاع عنها« -كما قال - لكنه أوضح أن الطريقة »حريصة على إصلاح كل فئات الشعب الجزائري والدفاع عن مقومات الأمة الجزائرية«.