لأننا في المونديال، فإن المعركة محتدمة بين صانعي الألبسة الرياضية. هناك في بلاد السامبا تتصارع ”نايك” و”أديداس” و”بيما” و”جوما” للتربع على عرش صناعة مربحة لم تعرف يوما الكساد، والفضل يرجع إلى سياسة ”التوريث” المستمر بين أجيال الرياضة. لا تتصوروا أن لعبة كرة القدم مجرد جري وركض ودموع وأفراح، بل هي اقتصاد قائم بذاته، يرعاه عمالقة الصناعات النسيجية المتخصصة في الألبسة الرياضية. وفوز فريق أو منتخب يرتدي علامة شركة ”نايك” مثلا، يحسب بأرباح تقدر بمئات الملايين من الدولارات ! ولأنها الأكثر رواجا في الأسواق، تعتبر الألبسة الرياضية أكثر المنسوجات تزييفا، ولا يخلو محل للألبسة من قمصان وبذلات وأحذية رياضية تحمل العلامات المذكورة. وللأسف، فإن الجار المغربي يصنف في خانة البؤر الأكثر ترويجا للمعدات والألبسة الرياضية المزورة، وانتشرت فيه معامل تساهم في إغراق الأسواق المجاورة، مثل الجزائر، بهذه الألبسة المقلدة. ومن بين الأسباب التي جعلت هذه التجارة تنتشر بشكل كبير وتزدهر في زمن قياسي، توجه بعض الشركات العالمية إلى إحداث وحدات إنتاجية بالمغرب على شاكلة ”نايك” و«أديداس”. ولم تفلح الحملات القانونية التي شنتها هذه الماركات على المغرب، مثلما حدث مع شركة ”نايك” الدولية، التي لجأت إلى القضاء ضد بعض المحلات التي تروج منتجات مزيفة منسوبة إليها، دون جدوى كبيرة. هذه المعارك كانت الجزائر واحدة من المشاركين فيها.. وتحديدا في مونديال اسبانيا 1982، عندما دخل ”محاربو الصحراء” ملعب مدينة خيخون، بألبسة جزائرية مائة بالمائة زينتها علامة شركة ”سونيتاكس”.هذه العلامة ومعها شركتها اندثرت و”تفرڤعت” بقرارات غير محسوبة، من أجل فتح الباب أمام منسوجات المارد الصيني، وصار عناصر المنتخبات الوطنية في كل الرياضات، مثل باقي أفراد المجتمع، يلبسون ما لا ينسجون.