بقلم: سعيد سلحاني انتهى مونديال 2014، منهم من فرح حتى سالت دموعه وفي مقدّمتهم الألمان ومنهم من بكى دما من شدّة الوخز والعار على غرار البرازيليين، لكن الرّابح الأكبر بعد ألمانيا يبقى دون شكّ شركة (أديداس) المتخصّصة في الألبسة الرياضية، فهذه الشركة استطاعت في الدور نصف النّهائي أن تقهر غريمتها الأبدية (نايك) ببلوغ ألمانيا والأرجنتين النهائي بقمصان (أديداس) على حساب البرازيل وهولندا بقمصان (نايك). فوز ألمانيا بكأس العالم، عفوا فوز (أديداس) باللّقب العالمي بالبرازيل، سهّل لها لإبرام عقد تمويل نادي مانشستر يونايتد بمبلغ قياسي يقدّر بحوالي 1000 مليار أورو لمدّة عشر سنوات، ما بمعدل 100 مليون أورو سنويا، تقريبا ثلاث مرّات ما حصل عليه منتخب ألمانيا من (الفيفا) نظير فوزه بكأس العالم، مبلغ يساوي ميزانية دولة لأكثر من بلد إفريقي. حديثي عن شركة (أديداس) ذكّرني بشركة (سونيتاكس) الجزائرية التي كانت تعدّ خلال حقبة الثمانينيات وقبل ذلك من بين أقوى الشركات الإفريقية والعربية في الألبسة الرياضية، واستطاعت هده الشركة بفضل امرأة كانت تشغل منصب مديرة التسويق قهر إحدى الشركات العالمية في الألبسة الرياضية في مونديال إسبانيا 1982. فقبل أشهر قليلة من بدء مونديال إسبانيا كان وزير الشباب والرياضة الجزائري -آنذاك- على وشك إبرام عقد اتّفاقية مع شركة عالمية للألبسة الرياضية -لا داعي لذكر اسمها- لتجهيز المنتخب الوطني بالألبسة وحمل علامتها في مونديال إسبانيا، لكن وبفضل بعض الصحفيين بمن فيهم أنا العبد الضعيف قمنا بحملة شرسة ضد نيّة وزير الشباب والرياضية، وبفضل مساعدة مديرة التسويق في شركة (سونيتاكس) لقيت تلك الحملة آذانا صاغية، حيث وصل مداها إلى الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه اللّه فقرّر إبطال نيّة الوزير، وقرّر أن يلعب المنتخب الوطني مبارياته في مونديال 1982 بقمصان (سونيتاكس). وما تزال نوعية تلك القمصان وشكلها من بين أحسن القمصان في تاريخ المونديال ونالت إعجاب الجميع. ما قامت به مديرة التسويق في شركة (سونيتاكس) -آنذاك- يجرّني إلى الحديث عن نهائي مونديال البرازيل، حيث شاءت الصدف أن يجمع النّهائي وفي أرض النّهائي بين ثلاثة منتخبات تحكم دولهم ثلاث نساء، أرجنتينية وبرازيلية وألمانية، الأولى غابت لأسباب صحّية والثانية والثالثة حضرتا وافترقتا بالعناق.. عناق النّهاية.