لم تتجرع الصحافة الألمانية المتواجدة بالبرازيل، الوجه الذي ظهر به رفاق أوزيل، في المباراة أمام الجزائر، حيث لامت كثيرا المدرب يواخيم لوف على الطريقة التي خاض بها اللقاء، ومعترفة أيضا بأن منتخب بلادها فلت من كمين قاتل نصبه “محاربو الصحراء” بملعب باييرا ريو ببورتو أليغري. وبمجرد أن دخل المدرب يواخيم لوف قاعة المحاضرات للملعب بعد نهاية المقابلة، حتى انهالت الصحافة الألمانية عليه بسلسلة من الأسئلة، حملت الكثير من الانتقادات، إلى درجة استسلم فيها التقني الألماني وقال “لم نلعب جيدا أمام الجزائر، لاسيما في المرحلة الأولى”. وبالرغم من هذا الاعتراف، إلا أن أغلب الصحفيين الألمان الذين تحدثت إليهم “الخبر”، أظهروا نوعا من التشاؤم لمنتخبهم فيما تبقّى من عمر المنافسة الرسمية، وبالأخص المباراة القادمة أمام فرنسا بماراكانا بريو دي جانيرو، برسم الدور ربع النهائي للمونديال البرازيلي، وهو ما ترجمتهم أغلبية العناوين الصحفية الألمانية اليوم، وعنونت صحيفة بيلد، واسعة الانتشار في ألمانيا “فوز وتأهل في ليلة رعب”، اعترافا منها أن منتخب بلادها عاش لحظات مرعبة، كان بطلها رفاق فيغولي الذين كادوا في الشوط الأول يسجلون على الأقل في ثلاث مناسبات حقيقية بواسطة سليماني وفيغولي وغلام . نوير منقذ الألمان أما صحيفة “دير شبيغل”، فقد كتبت في صفحتها الأولى: “تأهلت ألمانيا بعروض باهتة”، وهو ما اعترف به المدرب يواخيم لوف الذي وعد الجميع بتصحيح الأخطاء في اللقاءات القادمة، مشيرا إلى أن منتخب بلاده اصطدم بمنتخب جزائري يملك مهاجمين يمتازون بالسرعة الفائقة وخفة التحرك، وهو ما ذهبت إليه صحيفة “دي فيلت” التي عنونت مقال افتتاحيتها : أنقذنا الحارس مانويل نوير، فقد كان أحسن مدافع!”. وفي هذا السياق، أثنى كثيرا المدرب الألماني لوف على حارس بارين ميونيخ، وقال “لعب نوير مدافعا حرا، حيث أدى مباراة في القمة، لاسيما وأنه أنقذنا من أهداف محققة، كما أنه ساهم بشكل كبير في الهجمات التي قدناها”، علما بأن الحارس نوير، وبلغة الإحصائيات، تدخل أكثر من 19 مرة كاملة خارج منطقة ال18 متر الخاصة به، وهو ما يثبت فعلا أنه كان بمثابة المدافع الخامس للمنتخب الألماني. وحيت صحيفة “دي تسايت” الألمانية، الروح القتالية للمنتخب الجزائري. والأكثر من هذا، اعترفت أن لاعبي منتخب بلادها لم يقدروا من قبل قيمة ووزن التشكيلة الجزائرية، وعنونت إحدى مقالاتها ب”لاعبو ألمانيا شعروا بالصدمة أمام منافس فاجأهم بالوقوف الند للند”. كل هذه التعاليق، أثبتت بحق، أن المنتخب الجزائري، حسبهم، خرج بشرف كبير وكأن بالمنتخب الألماني سرق ورقة التأهل من منتخب جزائري صغير في الاسم، لكن كبير فوق المستطيل الأخضر، وهو ما ذهب إليه أحد الصحفيين الألمان الذي قال “لا تخجلوا، فالجانب البدني هو الذي رجح الكفة لمنتخب بلادنا، فلو كان المنتخب الجزائري محضّرا بدنيا بالشكل الجيد، لذهب بعيدا في هذا المونديال البرازيلي”، قبل أن يختم وهو يضحك “أعتقد أن اليوم سرقنا التأهل من الجزائر”.