امتزجت فرحة البرازيليين، أول أمس، بعد تأهل منتخب بلادهم إلى الدور نصف النهائي للمونديال، بالحزن الذي سببته إصابة الابن المدلل ل”سيليساو”، نيمار، الذي لن يكون بإمكانه المشاركة في المباراة أمام ألمانيا، المقررة يوم 8 جويلية الجاري بملعب مينيراو بمدينة بيلو اوريزانتي. ونزل خبر إصابة نيمار بكسر في الفقرة القطنية الثالثة لأسفل العمود الفقري، كالصاعقة على البرازيليين الذين لم يتجرعوا لحد الساعة التدخل الخشن لأحد مدافعي كولومبيا على ابنهم المدلل. حديث البرازيليين هذه الساعات، لا يخلو من الاسئلة حول مشاركة نيمار في المواجهة أمام ألمانيا، حتى أن بعضهم نقل هذا الانشغال إلى الكنائس الموجودة بكثرة هنا بالبرازيل وبالأخص إلى كنيسة ساو باولو للدعاء له بالشفاء العاجل. كما أن الجميع بالبرازيل يتساءل عن حال تشكيلة فيليبو سكولاري، دون نيمار وأيضا القائد تياغو سيلفا الذي نال البطاقة الصفراء الثالثة له في لقاء كولومبيا، وهو ما يجعله معاقب أليا في المباراة القادمة. البرازيليون والبرازيليات يصلون جميعا على طريقتهم الخاصة، حتى يشفى نيمار ويشارك في المقابلة التي سيدخلها رفاق لويز أمام الألمان بنية الفوز لا غير، للوصول إلى المحطة النهائية، ولم لا التتويج بالتاج العالمي للمرة السادسة في مشوار البرازيل. الجماهير تحتشد أمام المستشفى للاطمئنان على صحته احتشدت الجماهير بأعداد كبيرة أمام المستشفى، الذي نقل إليه اللاعب نيمار للاطمئنان على الحالة الصحية للنجم، بعد شيوع خبر عدم مشاركة اللاعب في المقابلات القادمة، إثر إصابة تعرض لها. ونقلت شبكة “سبور تي في” التليفزيونية عن لاسمار قوله إن الأشعة التي أجريت لنيمار في المستشفى كشفت أن اللاعب تعرض لكسر في الفقرة الثالثة عندما تلقى ضربة قوية من ركبة اللاعب خوان زونيغا مدافع كولومبيا قرب نهاية مباراة الفريقين في الدور ربع النهائي. وأوضح لاسمار أن نيمار سيبتعد عن الملاعب لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، مما يعني غيابه عن مباراة الدور نصف النهائي للبرازيل أمام ألمانيا يوم الثلاثاء المقبل، و أيضا عن نهائي 13 جويلية في حال فوز البرازيل على ألمانيا، أو في مباراة تحديد المركز الثالث في 12 جويلية في حال خسارتها في مباراة بيلو هوريزونتي. وسجل نيمار (22 عام) أربعة أهداف في نهائيات كأس العالم وهو النجم الأبرز بدون منازع للمنتخب البرازيلي الذي يسعى للفوز باللقب لمرة سادسة قياسية. ولكن حلم نيمار انتهى فوق ناقلة المصابين، حيث أظهرته اللقطات التليفزيونية وهو محمول خارج الملعب استعدادا لنقله إلى مستشفى قريب، وقال المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري قبل أن يعرف طبيعة الإصابة: “كان (نيمار) يبكي من شدة الألم”. وتسببت إصابة نيمار في موجات من الصدمة الشديدة في أرجاء البرازيل بعدما كانت الجماهير بدأت احتفالات جامحة بالتأهل لنصف النهائي بإطلاق الألعاب النارية عقب صفارة النهاية. مفاجأة.. نيمار كان يبعد عن الشلل بمقدار بوصة واحدة كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن نجم المنتخب البرازيلي نيمار دا سيلفا كان بينه وبين إصابته بالشلل مسافة مقدارها بوصة “إنش” واحد فقط. وذكر الحساب الرياضي ل “بي. بي. سي” على موقع “تويتر” أن مدافع منتخب كولومبيا زونيغا لو أصاب بركبته أعلى ظهر النجم البرازيلي قليلاً لأصاب الأخير بالشلل، مما يعكس خطورة وحساسية الإصابة التي تعرّض لها نيمار. ونُشرت، أمس، على وسائل الإعلام صورة الأشعة لظهر نيمار التي التُقطت بعد نقله من الملعب للمستشفى قبل الإعلان رسمياً عن انتهاء مشواره في كأس العالم. وتضاربت الأنباء حول الفترة التي سيغيبها نيمار، حيث أعلن طبيب المنتخب البرازيلي عن غيابه حوالي 6 أسابيع، إلا أن أنباء غير رسمية رشحت أمس من البرازيل تُشير إلى غياب قد يمتد إلى 7 شهور. وتُعتبر إصابات الظهر الأخطر على اللاعبين، وكان آخر من تعرض لها نجم بروسيا دورتموند الألماني إلكاي جوندوجان وغاب على إثرها من شهر أوت 2013 حتى الآن. ورصدت الكاميرات خروج نجم البرازيل الأول من المستشفى، محمولا على ظهره إلى داخل سيارة وهو مغطى الوجه بمنشفة بيضاء، وصرخات الحزن من بعض الجماهير التي أحاطت بالمستشفى حال انتهاء مباراة كولومبيا. مدافع كولومبيا زونيغا يؤكد“لم أتعمّد إصابة نيمار” قال كاميلو زونيغا مدافع كولومبيا إنه لم يتعمد على الإطلاق إصابة نيمار مهاجم البرازيل عندما تعدى عليه بركبته في ظهره، أول أمس، ليتسبب في تعرضه لكسر في فقرات الظهر وغيابه بالتالي عن باقي منافسات كأس العالم. وقال زونيغا للصحفيين “كنا نرغب في التسجيل وكانت المباراة صعبة. كانت البرازيل تلعب بقوة. أتمنى ألا تكون الإصابة خطيرة”، وأضاف “على أرض الملعب كنت أدافع عن فريقي وبلادي لكني لم أتوقع أن يتعرض لكسر في الفقرات. إنه موهبة عظيمة للبرازيل وللعالم”. وقفز زونيغا بركبته نحو ظهر نيمار قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي للمباراة ليوجه ضربة قوية لآمال أصحاب الأرض في إحراز لقب كأس العالم للمرة السادسة، وقال زونيغا “إنه تدخل طبيعي.. لم أفكر في إصابته وكنت أدافع عن ألوان منتخب بلادي”.