عرفت سوق التحويلات الأوروبية هذه الصائفة حركة نشيطة سيطر عليها قطبا الكرة الإسبانية، ريال مدريد ونادي برشلونة، بخطفهما لنجوم كبيرة، ستكون مصدر تهديد للثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. أولى صفقات النادي الملكي، تحسبا للموسم الجديد، هو انتداب حارس منتخب كوستاريكا ونادي ليفانتي الإسباني، نافاس، مقابل عشرة ملايين أورو، وهذا بعد تألقه الكبير في مباريات المونديال الأخير المنظم في البرازيل ومساهمته الفعالة في قيادة بلاده نجو دور الثمانية، حيث سينافس نافاس، البالغ من العمر 27 سنة، المخضرم كاسياس في المكانة الأساسية، لاسيما بعد ظهوره بمستوى جيد في المباريات الودية الأخيرة. وثاني الصفقات المهمة بالنسبة للريال في التحويلات الصيفية التعاقد مع بطل العالم الألماني كروس، بقيمة تجاوزت 30 مليون أورو مقابل الإمضاء على عقد مدته خمس سنوات، حيث سينال اللاعب راتبا سنويا قدره 6 مليون أورو. وجاء انتداب كروس من قبل المدرب الإيطالي أنشيلوتي من أجل تدعيم خط وسط الميدان بلاعب قوي يتميز بالمهارات الفنية الكبيرة وقوة بدنية لا نقاش فيها. وأهم صفقة حققها الرئيس بيريز هو التعاقد مع هداف كأس العالم الأخير، النجم الكولومبي في صفوف موناكو الفرنسي، جيمس رودريغيز، مقابل 80 مليون أورو لمدة ست سنوات كاملة، وهذا بالرغم من العروض المغرية التي تلقاها اللاعب المتوج بجائزة الحذاء الذهبي من قبل أقوى الأندية الأوروبية، غير أنه فضّل في النهاية تحقيق حلمه المتمثل في حمل قميص النادي الملكي، وهذا في ثالث أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم بعد الويلزي غاريث بيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو. ونجح النجم الكولومبي، البالغ من العمر 23 سنة، في التألق مبكرا مع فريقه الجديد، بعد تسجيله لأول أهدافه في مباراة “السوبر” الإسباني أمام الغريم أتلتيكو مدريد. ويرى كثير من المختصين العالميين، على رأسهم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، بأن إدارة الريال اعتمدت في سياسة التعاقدات الجديدة على “النوعية”، من خلال انتداب أسماء قادرة على تقديم مستويات تجعل الفريق الملكي يحافظ على قوته وجدارته في القارة العجوز، ومؤكدين بأن نقطة الريال في الموسم الجديد ستكمن في الخط الهجومي بتواجد الرباعي: رونالدو– بيل– رودريغيز– بن زيمة.
برشلونة بحلّة جديدة تحت قيادة لويس أنريكي بعد خروج برشلونة الإسباني خالي الوفاض الموسم المنقضي، سواء في المنافسات المحلية أو الأوروبية، فإن إدارة فريقه فضلت انتداب عدد كبير من اللاعبين الجدد، والتخلي في الوقت نفسه عن كثير من عناصرها الأساسية، في صورة فالديز وفابريغاس وسانشيز. ومن أهم الأسماء الجديدة التي تعاقدت معها “البارصا” نجد الحارس الألماني تير ستيغن من ناديه مونشلدباخ والحارس التشيلي برافو من إشبيلية الإسباني، وفي الدفاع تم التعاقد مع الفرنسي جيريمي ماثيو من فالنسيا والبلجيكي توماس فيرمالين من أرسنال الانجليزي، وتدعم النادي الإسباني بخدمات الكرواتي راكيتيتيش من إشبيلية. وأهم صفقة حققتها “البارصا” هو التعاقد مع المهاجم الأورغوياني لويس سواريز، من ناديه السابق ليفربول الانجليزي. وهذا دون إغفال نقطة هامة، وهي التعاقد مع مدرب جديد هو اللاعب السابق لويس إنريكي خلفا للأرجنتيني مارتينو. وقد تلقت إدارة برشلونة الكثير من الانتقادات من قبل أنصار فريقها حول التعاقدات الجديدة، خاصة في المحور الدفاعي بعد انتداب الفرنسي جيريمي ماثيو من فالنسيا والبلجيكي توماس فيرمالين، وذلك بعد الاتهامات التي وجهت للأول بأنه يتناول السجائر بصورة منتظمة، ما يؤثر على مستواه خاصة من الجانب البدني، أما الثاني فإنه يوصف ب«اللاعب الزجاجي” كونه يتعرض بصورة مستمرة للإصابات. وبدا جليا في انتدابات “البارصا” حمل المدرب الجديد لويس إنريكي لفكر جديد، يتمثل في التركيز على لاعبين أصحاب قامات طويلة يجيدون ضرب الكرات الهوائية بهدف وضع حد لمشكلة النادي في الكرات الثابتة، حيث كان معدل طول اللاعبين الذين غادروا “البارصا”، في صورة فالديز وبويول وفابريغاس وسانشيز وتيلو، هو 1,75م، وفي المقابل فإن معدل الوافدين الجدد، تير ستيغين وبرافو وماسيب وماثيو وراكيتيتيش وديولوفيو ورافينيا ولويس سواريز، هو 1,83م. ويبدو بأن النادي الكاتالوني قد تعلّم من أخطائه في الموسم الماضي، لأن من الأسباب الرئيسية التي جعلته يفقد اللقب لصالح أتليتيكو مدريد هو تلقي الدفاع لعدد كبير من الأهداف عن طريق الكرات الثابتة.
الصفقات الجديدة تهدّد عرشي رونالدو وميسي يرى الكثيرون من المختصين الفنيين بأن الصفقات الجديدة التي حسمها ناديا ريال مدريدوبرشلونة الإسبانيين باتت تهدد فعلا عرشي النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، سواء من الناحية الرياضية أو حتى الدعائية، وذلك بعد قدوم كل من الكولومبي جيمس رودريغيز والأورغواياني لويس سواريز، في انتظار مزيد من التألق للويلزي غاريث بيل والبرازيلي نيمار دا سيلفا، حيث باتت المكانة المرموقة لرونالدو وميسي مهددة، خاصة وأنهما في المواسم الماضية دائما ما يتواجدان في مقدمة ترتيب الهدافين، سواء في الدوري الإسباني أو كأس رابطة أبطال أوروبا. ويرى البعض الآخر بأن المدربين الإيطالي أنشيلوتي والإسباني إنريكي بات عندهما الكثير من الحلول في الخط الهجومي بوجود نجوم عالمية من الطراز الأول. ودون شك فإن مثل هذه التخوفات “مشروعة”، لأن الأمر يتعلق بلاعبين نجوم لا يزالون في بداياتهم الاحترافية، وأبسط مثال ما فعله الوجه الجديد في ريال مدريد الكولومبي رودريغيز أو الوافد إلى صفوف برشلونة الأورغواياني سواريز في مونديال البرازيل الأخير. وسيعرف الدوري الإسباني، في الموسم الجديد، “حرب النجوم”، لأن الأسماء الوافدة أو القديمة على حد سواء ستحاول خطف الأنظار من خلال تقديم أفضل المستويات فوق الميادين.