الاتفاق فاجأ الجمهور الرياضي الجزائري ومسؤولي الأندية، حيث قال أحد الرؤساء إنه علم بالموضوع من خلال الصفحة الرسمية للمعلق الجزائري في القناة القطرية، عادل خلو، وذلك لأن الرابطة المحترفة، المسؤول المباشر عن مباريات حقوق الدوري المحلي، لم تشاورهم في الموضوع، وهو ما جعل البعض يطرح العديد من التساؤلات حول هذه الصفقة، لاسيما وأن الجميع يعلم بأن العلاقة بين المؤسستين الإعلاميتين (التلفزيون العمومي الجزائري - بيين سبورت القطرية) ”متدهورة” ووصلت إلى حد إلقاء التهم من الجانبين، حين قرر التلفزيون العمومي بث مباراة المنتخب الوطني ضمن المباراة التصفوية الأخيرة المؤهلة لمونديال البرازيل أمام منتخب بوركينافاسو في العاصمة واقادوقو، دون الحصول على موافقة ”بيين سبورت” صاحبة النقل الحصري لتصفيات القارة الإفريقية. التلفزيون العمومي مطالب بشرح بنود الاتفاق بات من الضروري على التلفزيون الجزائري العمومي تقديم توضيحات للجمهور الرياضي وأندية القسم الأول المحترف بخصوص موافقته على بث قناة ”بيين سبورت” القطرية، بداية من الجولة الأخيرة لمباريات البطولة الوطنية، فضائيا، وذلك لأن الجميع يجهل حاليا طبيعة الاتفاق بين الطرفين، سواء باستفادة التلفزيون العمومي من مبالغ مالية مقابل منحه القناة القطرية حق البث، أو حدوث ”صفقة خفية” يجهل تفاصيلها. وفي حال حدوث الأمر الأول، فإنه من حق الأندية المحترفة المطالبة بالرفع من حقوقها المالية وعدم الرضا بالرقم الأول المعلن عنه من قبل الرابطة المحترفة (50 مليار سنتيم). وفي حال حدوث الأمر الثاني، فإن التلفزيون مطالب بشرح حقيقة الاتفاق، لأنه من حق الأندية جميعا معرفة جميع التفاصيل، لأنها تعتبر الضحية الأولى في حال منح حقوق البث مجانا. وتجدر الإشارة إلى أن التلفزيون الجزائري يمنح جميع القنوات العربية العمومية، دون استثناء، حق بث مباراة نهائي كأس الجمهورية مجانا دون دفع أي سنتيم واحد في إطار اتفاق مجلس تلفزيونات العرب، بينما تضطر القنوات الخاصة إلى أخذ ترخيص من البلد المعني لنقل المباراة النهائية للكأس مجانا. والدليل على ذلك، استغلال كثير من القنوات في صورة ”بيين سبورت” القطرية ”ونيل سبورت” المصرية و”دبي سبورت” الإماراتية، بث النهائي الأخير بين مولودية الجزائر أمام شبيبة القبائل على المباشر. الجزائريون دفعوا الملايين لمتابعة مباريات المونديال ويعلم جيدا المسؤولون في مبنى شارع الشهداء بأن الجمهور الرياضي الجزائري اضطر إلى دفع الملايين من أجل متابعة مباريات المونديال الأخير المقام في البرازيل، وذلك بعد سياسة ”الاحتكار” التي طبقتها قناة ”بيين سبورت” في بث مباريات العرس العالمي بالمغرب العربي والشرق الأوسط، وهو ما اضطر آنذاك الجزائريين إلى اقتناء جهاز الاستقبال الخاص بهذه القناة القطرية بقيمة تعدت ثلاثة ملايين سنتيم. والأخطر في الموضوع، أن كثيرا من الأشقاء المصريين اضطروا إلى تغيير وجهة الهوائيات المقعرة نحو القنوات الإسرائيلية لمتابعة مباريات ”الخضر” في المونديال بسبب عدم قدرتهم المالية على اقتناء أجهزة استقبال القناة القطرية، وبالتالي فإنه من حق الجمهور الرياضي معرفة تفاصيل الاتفاق الحاصل بين التلفزيون العمومي وقناة ”بيين سبورت”. حيث وبالرغم من كون مستوى الدوري المحلي متوسط مقارنة بباقي البطولات العربية، مثل البطولة السعودية، وبث بعض من مبارياته في قناة عالمية ”أمر مشرّف جدا”، لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أنه من حق الأندية الاستفادة ماليا مثل النوادي العربية الأخرى التي تبث مبارياتها في هذه القناة. والأكثر من ذلك، فإن الجزائر كانت الممثل الوحيد للعرب في العرسين العالميين الأخيرين (جنوب إفريقيا - البرازيل)، وبالتالي فإن مباريات أنديتها في الدوري المحلي ستشد إليها أنظار كثير من المشاهدين في المنطقة العربية .