أوردت منظمة الصحة العالمية، أمس، أرقاما مخيفة عن الانتحار في الجزائر، حيث أفرجت عن تقرير من 10 صفحات يتناول الظاهرة بتفاصيلها المأساوية وجميع زواياها. واللافت في التقرير إلى أن الفئة العمرية التي تنهي حياتها بالانتحار في الجزائر هي الأكثر من 70 سنة بنسبة 6.1 بالمائة، ومن 50 إلى 69 سنة بنسبة 2.5 بالمائة لكلا الجنسين، وتقل النسبة عند الأطفال ما بين سن 5 إلى 14 سنة، إلى 0.3 بالمائة لكلا الجنسين. ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي قالت إنه ”الأول من نوعه”، إذ ”يجمع في جوانبه الحقائق المعروفة ويضعها في شكل ملائم حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة، ويهدف (التقرير) إلى زيادة الوعي حول خطورة مسألة الانتحار ومحاولات الانتحار على الصحة العامة، وإعطاء قضية الوقاية من الانتحار أولوية أكبر على جدول أعمال الصحة العامة على الصعيد العالمي، وتشجيع ودعم البلدان على إعداد أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في إطار نهج متعدد القطاعات للصحة العامة”. وأشارت المنظمة إلى أن ”الجزائر لا توفر جودة البيانات الخاصة بالوفيات الناجمة عن الانتحار، ولا يوجد تسجيل حيوي عن الظاهرة”، فضلا أن ”الجزائر مصنفة في قائمة الدول التي أجابت على نتائج المسح الذي شمل ظاهرة الانتحار، ولم يظهر اسمها ضمن الدول التي قدمت الدعم لمنظمة الصحة العالمية. واعتباره تقرير ”فريدا من نوعه” تنشره منظمة الصحة العالمية، ركز التقرير على مسح ظاهرة الانتحار من سنة 2000 إلى سنة 2012 باعتبارها فترة شهدت حالات انتحار كثيرة ومخيفة، وأشارت المنظمة إلى أن كل عام يضع أكثر من 800 ألف شخص نهاية لحياته، هذا فضلا عن محاولات الانتحار، وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم، ويحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2012. وصنفت الجزائر ضمن البلدان التي شهدت حالات انتحار كثيرة، باعتبارها تنتمي إلى الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تشهد الظاهرة بنسبة 75 بالمائة. وأبرز التقرير أن حالات الانتحار المسجلة في الجزائر بلغت 677 حالة، منقسمة بين 277 حالة وسط الإناث و400 حالة في أوساط الذكور. واعتمدت المنظمة على إحصاء الظاهرة بمعدلات ”الانتحار الخام” في جميع الأعمار والخاصة بعمر معين وفقا لنسبة تقابل 100 ألف نسمة، وعليه في الجزائر نسبة المنتحرين في جميع الأعمار لكلا الجنسين 1.87 بالمائة، تتفرع إلى الفئة العمرية ما بين 5 إلى 14 سنة بنسبة 0.3 بالمائة، ومن 15 إلى 29 سنة بنسبة 2.2 بالمائة، ومن 30 إلى 49 سنة بنسبة 2.1 بالمائة، ومن 50 إلى 69 سنة بنسبة 2.5 بالمائة وأخير الفئة العمرية أكثر من 70 سنة فبنسبة 6.1 بالمائة. وتختلف نسبة الانتحار بالنسبة للذكور والإناث حسب الفئة العمرية، فترتفع الظاهرة عند الإناث في الفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة بنسبة 0.4 بالمائة مقارنة بالذكور بنسبة 0.3 بالمائة، لكنها تنخفض في الفئة العمرية من 30 إلى 49 سنة بنسبة 1.6 بالمائة، لتقابلها عند الذكور بنسبة 2.6 بالمائة. أما الفئة العمرية الأكثر انتحارا فهي لأكثر من 70 سنة، وترتفع عند الذكور بنسبة 5.1 بالمائة، وتنخفض عند الإناث بنسبة 601 بالمائة، فيما تغيّرت معدلات الانتحار المقيّسة حسب العمر في الجزائر، بأقل من نسبة 12.8 بالمائة عند الذكور، و16.8 بالمائة عند الإناث. ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن ”الانتحار هو أمر يمكن الوقاية منه، وبرغم ذلك، يموت شخص كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم، مضيفة أن ”الانتحار يحدث في كل مناطق العالم وفي مختلف مراحل العمر، وبشكل خاص نرى أن الانتحار يحتل المرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة على مستوى العالم”.