عقدت نقابات التربية، مؤخرا، جلسة عمل “سرية” لمناقشة الدخول المدرسي وما ميزه من “خرجات” للمسؤولة الأولى عن القطاع، التي اتهمت شركاءها الاجتماعيين صراحة بتحريض الأساتذة، وهي النقطة التي أخذت حيزا كبيرا من الاجتماع، في وقت كان ممثلو التنظيمات في انتظار إشارة منها لاستئناف المفاوضات التي جمعتها بهم، كل واحد على حدة لمعالجة انشغالات موظفي التربية. واتفقت النقابات على ضرورة الحفاظ على “سرية” الاجتماع إلى غاية الفصل نهائيا، في طريقة الرد على نورية بن غبريت، التي انتهجت، حسب هاته الأخيرة، خطابا “مزدوجا” منذ توليها المنصب “فهي تصر على إشراك النقابات حينما تصعّد من لهجتها وتهاجمها ظنا منها بأنها احتوت هذا الغضب ونجحت في امتصاصه...”. وجاءت تصريحات الوزيرة الأخيرة لتصب الزيت على النار، خاصة بعد أن اتهمت التنظيمات النقابية صراحة، بتحريض الأساتذة على الوزارة، وهو ما آثار سخط النقابات التي أعابت على بن غبريت هذه الاتهامات، مؤكدة بأن المسؤولين المتعاقبين على القطاع وحدهم من يتحمّل مسؤولية الكوارث التي تشهدها المنظومة التربوية منذ سنوات. وأكثر من ذلك، انتقد ممثلو هذه التنظيمات طريقة تعامل المسؤولة الأولى عن القطاع، معهم، “على عكس الوزراء السابقين”، وهو ما أكدته اللقاءات الثنائية التي جمعتها بهم عشية الدخول المدرسي. واعتبرت النقابات هذه اللقاءات مجرد اجتماعات “شكلية”، غير ملزمة لشخص وزيرة التربية “وإلا كيف يفسر عدم توقيعها على محاضر الاجتماع، التي تضمنت إمضاء مدير المستخدمين بدلا عنها...”، وهي سابقة في القطاع مادامت كل جلسات العمل التي جمعت الوزيرين السابقين بالتنظيمات التي تنشط في القطاع، توجت بمحاضر موقعة من طرفهم، ما يطرح أكثر من سؤال، حسب الشركاء الاجتماعيين، عن السبب الحقيقي وراء هذه “الممارسات” “إن لم يكن تنصلا من المسؤولية وغياب صفة الإلزامية في هذه المحاضر..”. ليس هذا فقط، فمحاضر الاجتماع التي سلمت للنقابات لم تكن في الحقيقة تشبه المحاضر التي كانت تصدر عن لقاءات التنظيمات مع الوزيرين السابقين، حيث جاءت في شكل سؤال وجواب “وكأن الأمر يتعلق بمحضر استماع لا اجتماع...”. ورغم تحفظات الشركاء الاجتماعيين على هذه “المخالفات”، إلا أنهم فضلوا عدم التسرع في الحكم على الوزيرة، والانتظار إلى غاية تجسيد المطالب المتفق عليها “قبل أن تبادر بن غبريت إلى إشعال فتيل فتنة كبيرة في القطاع، بمحاولتها زرع البلبلة والانشقاق داخل النقابات، حينما حاولت تحريض الأساتذة ضدها في آخر خرجة إعلامية لها..”. وبناء على هذه المعطيات، اجتمعت نقابات التربية التسع مؤخرا في لقاء طارئ، لمناقشة سبل الرد على الوزيرة، وتقرر مبدئيا تأسيس تنسيقية أو فيدرالية وطنية لنقابات التربية، ستجتمع نهاية الشهر مرة ثانية للإعلان رسميا عن موقفها من “خرجات بن غبريت غير المسؤولة..”. ومن المقرر أن يشهد القطاع أعنف هزة على الإطلاق منذ سنوات، من خلال إضراب وطني يشل المؤسسات التربوية في جميع الأطوار شهر أكتوبر المقبل.