أعلنت ادارة شركة الطيران الفرنسية "اير فرانس" اليوم الاثنين، تعليق مشروعها لتطوير فرعها للاسعار المخفضة "ترانسافيا" حتى كانون الاول (ديسمبر)، موضحة أنها "ستعرض على النقابات خطة شاملة للخروج من الازمة" في اليوم الثامن من الاضراب الذي شارك فيه عدد كبير من الطيارين. وذكرت مصادر نقابية أن "رئيس مجلس ادارة مجموعة اير فرانس-كا ال ام الكسندر دو جونياك، اعلن تعليق المشروع امام اللجنة المركزية للشركة التي عقدت اجتماعا صباح اليوم في باريس". من جهة اخرى، اعلن مصدر قريب من الملف أن الشركة ستنشر ظهر اليوم "برنامجاً شاملاً للخروج من الازمة". وعقدت النقابات من جهتها جمعية عمومية. واعلنت النقابة الوطنية لطياري الخطوط الجوية التي تضم اكثرية الطيارين وتمثل 70 في المئة من الاصوات، انها "ستعلن موقفها في مؤتمر صحافي تعقده بعد الظهر". ودخل اضراب "اير فرانس" الاثنين اسبوعه الثاني، ترافقه تعبئة لا تزال كثيفة للطيارين، وتوقف 60 في المئة من الطائرات عن العمل. وكانت النقابة الوطنية لطياري الخطوط الجوية اير فرانس "البا" اعلنت السبت، تمديد الاضراب حتى الجمعة 26 ايلول (سبتمبر)، ولم تستبعد استمراره الى ما بعد هذا التاريخ اذا ما استمر "الوضع المأزوم". وهذا اطول نزاع لدى "اير فرانس" منذ اضراب 1998 الذي استمر عشرة ايام. ونجم هذا النزاع عن مشروع للادارة لتطوير فرع "ترانسافيا" للاسعار المخفضة الذي يخشى طياروه من ان يؤدي الى "اغراق اجتماعي" (استخدام العمالة بسعر ارخص من المعتاد) والى عمليات "نقل الانشطة" الى الخارج على حساب فرص العمل الفرنسية. وكررت الحكومة الفرنسية في الايام الاخيرة دعواتها لانهاء النزاع. وقال سكرتير الدولة للعلاقات مع البرلمان جان-ماري لو غون لاذاعة اوروبا 1، "من الواضح اليوم ان من الضروري استئناف العمل". وكان نظيره المسؤول عن النقل آلان فيدالي دعا امس الأحد الى التوصل ل "تسوية" بين الادارة والنقابات. وكان رئيس الوزراء مانويل فالس دعا ابتداء من الاسبوع الماضي الطيارين الى "وقف" اضرابهم "غير المفهوم" كما قال، لكنهم لم يستجيبوا لندائه. وقال فيدالي "يجب ان نعتمد مساراً ايجابياً في هذا الوضع، والا فإن مصير الشركة يصبح معرضا للخطر كما اعتقد". وذكر بأن اير فرانس تواجه، على غرار الشركات الجوية التاريخية الاخرى، المنافسة الحادة من الشركات المخفضة الاسعار، وتعاني من وضع "هش مالياً". وقدر رئيس مجلس ادارة "اير فرانس-كا ال ام" كلفة الاضراب ب "10 الى 15 مليون يورو" يومياً للشركة التي "بالكاد تحسن وضعها المالي". واعربت هيئة للدفاع عن المسافرين في نهاية الاسبوع عن اسفها "لأن الاضراب دخل دوامة لا تنتهي"، مشيرة الى خطر "فقدان الشركة في المستقبل حصصاً في السوق" لأن زبائنها "سيفضلون اختيار شركات اخرى". وكررت الشركة الاعتذار لزبائنها، وقالت في رسالة إنها تشاطرهم "احباطهم واستياءهم". ونصحت لزبائنها الذين حجزوا بطاقات حتى 26 ايلول (سبتمبر) "ان يرجئوا رحلاتهم او يغيروا بطاقاتهم من دون رسوم". ولا تعارض نقابات الطيارين مشروع "ترانسافيا" لكنها تعارض الشروط التي وضعتها الشركة لتطوير هذا الفرع. ولمواجهة المنافسة، تريد مجموعة "اير فرانس-كا ال ام" تطوير اسطول هذه الشركة في فرنسا واجتذاب متطوعين من "اير فرانس". وتريد الشركة ايضاً فتح قواعد جديدة ل "ترانسافيا" في اوروبا ابتداء من 2015 مع طيارين بعقود محلية.