ما هي أسباب سقوط مؤسسات الدولة اليمنية السيادية بتلك السرعة في يد الحوثيين؟ الحوثيون هم أبناء اليمن وليسوا طارئين ولا من الخارج وليسوا داعش، ومطالبهم تتمثل في المشاركة في السلطة وتهاوي مراكز الدولة السياسية والعسكرية بذلك الشكل يطرح علامات استفهام، وما يفسر ذلك هو استقالة رئيس الحكومة اليمني محمد باسندوة ودعوة وزير الداخلية عبدو ربيع قوات الأمن اليمنية إلى التعاون مع الحوثيين. لكن ما الذي دفع الحوثيين إلى الهجوم على العاصمة والسيطرة على مفاصلها؟ في البداية كان تحركهم سلميا، لكن بعض العناصر المندسة قتلت بعض المتظاهرين، وهو ما دفع الحوثيين إلى الهجوم على العاصمة والسيطرة على مراكز السيادة فيها، وأنا أعتبر أن الألوية العسكرية للجيش اليمني كانت قادرة على صد هجومهم لو توفر القرار السياسي، ليس من الرئيس اليمني، ولكن من الحكومة التي لم ترد أن تحدث مجزرة يسقط فيها مئات القتلى لو تدخّل الجيش، واستقالة رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة جاءت لتؤكد هذا الكلام، ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة قال “إن رئيس الجمهورية متفرد بالسلطة إلى درجة أنني والحكومة لا نعلم أي شيء”، فالانقسام بين الرئاسة والحكومة أدى إلى سقوط صنعاء وهذا كان أمرا منتظرا. ما الذي دفع وحدات الجيش إلى التراخي في صد هجوم الحوثيين، رغم أوامر الرئيس؟ الرئيس هادي عبد ربه منصور هو رأس الدولة، ولكن لا يمكنه أن يتخذ قرارا متجاوزا وزيري الدفاع والداخلية. وعندما نجد أن الحكومة تستقيل ووزير الداخلية يطلب من قوات الأمن أن تتعاون مع الحوثيين، فهذا يؤكد بأن هناك انقساما في هرم الدولة. لماذا لم ينسحب الحوثيون من العاصمة رغم توقيعهم اتفاقا بتقاسم السلطة؟ أولا، الحوثيون لا يثقون في تنفيذ بنود هذه الاتفاق، ثانيا هذا الاتفاق غامض، وربما يراه الحوثيون خديعة تهدف لإخراجهم من العاصمة ثم قتالهم خارجها، رغم أنهم طالبوا باتفاق لتقاسم السلطة. ما هو مستقبل اليمن في ظل هذه الأوضاع؟ اليمن يمكن أن يكون موحدا، إذا اتفقت القوى الإقليمية المؤثرة فيه، وفي هذا الشأن لا يمكن إنكار الدور السعودي والنفوذ الإيراني في هذا البلد، ولقاء وزيري خارجية السعودية وإيران بنيويورك يعتبر بادرة خير للاتفاق بشأن اليمن، والحوثيون لا يريدون السيطرة على اليمن إذا ضمنوا أنهم سيشاركون في السلطة.