طالب، أمس، الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة بضرورة إنشاء وكالة واحدة مختصة في صناعة الأدوية في الجزائر، والتي يناط إليها مهمة المراقبة وضبط السوق الوطني لمختلف المواد الصيدلانية. كشفت المنظمة التي تجمع أبرز المنتجين في صناعة الأدوية خلال جمعيتهم العامة، عن أهمية تنظيم واضح لسوق الأدوية من خلال إنشاء وكالة تتضح مجال صلاحيتها وتكلف بالمراقبة والضبط بالخصوص، تفاديا لأي اختلالات تعرفها السوق، واقترح أعضاء المنظمة إقامة هذه الوكالة لضمان تحسين محيط سوق المنتجات الصيدلانية، حسب ما أكده رئيس الاتحاد الدكتور عبد الواحد كرار. وعبّر المسؤول الأول عن المنظمة في أعقاب الجمعية العامة المنظمة بالعاصمة، عن أمل المنتجين في توحيد الوكالة الوطنية للدواء والوكالة الوطنية للأمن الصحي في المنتجات الصيدلانية، والتي تم إقرارهما في مشروع قانون الصحة، ملاحظا أن المادة 312 للمشروع ينصص على إنشاء الوكالة الوطنية للدواء الذي يعتبر مؤسسة عمومية ذات طابع خاص بناء على ترتيبات القانون رقم 88-01 المؤرخ في 12 جانفي 1988، كما تم تحديد سير وتنظيم الوكالة من خلال إجراءات تنظيمية وقانونية. أما الوكالة الوطنية للأمن الصحي في المنتجات الصيدلانية، فان دورها ينحصر في مراقبة الجودة والخبرة واليقظة وإحصاء الآثار السلبية أو الضارة الناتجة عن استخدام وتداول المنتجات الصيدلانية. وحسب كرار دائما، فإن توحيد الوكالتين سيسمح بتفادي التداخل في المهام ومجال الصلاحيات والمهام التي تقوم بها كل وكالة على حدة، مما يسمح بتسيير أفضل لسوق المنتجات الصيدلانية وسوق إنتاج الأدوية في الجزائر، مضيفا أن الوكالة الوطنية الوحيدة القانونية بإمكانها تنظيم وتأطير السوق وتحسين مناخ إنتاج الأدوية وتشجيع الإنتاج المحلي. وبخصوص السعر المرجعي للدواء، عبّر المنتجون عن أملهم في تسجيل سعر مستقر لمدة يمكن أن تمتد وتفوق السنتين لضمان رؤية واضحة للمتعاملين الاقتصاديين المنتجين والمستثمرين في قطاع الأدوية، على عكس الوضعية الحالية الذي يتم فيه تغيير السعر المرجعي للدواء بصورة مستمرة لعدة مرات في السنة، ما يؤثر على المنتجين المحليين. وفي أعقاب الجمعية تم الإعلان عن تنظيم ملتقى حول سياسة أسعار الأدوية في شهر أكتوبر المقبل، فضلا عن قرار تنظيم دورات تكوين جديدة لفائدة الصحافيين وممثلي الصحافة الوطنية في منطقة الشرق في نوفمبر ولمنطقة الغرب في ديسمبر المقبل. ويبقى إشكال الصناعة الصيدلانية وصناعة الأدوية في الجزائر قائما، حيث لا يزال الإنتاج المحلي لا يغطي سوى ما بين 35 و38 في المائة، مقابل نصيب أكبر للواردات التي تتراوح سنويا ما بين 2.1 و2.5 مليار دولار. وبالنسبة لعبد الواحد كرار، رئيس الاتحاد الوطني للصناعة الصيدلانية، فإن حصة الإنتاج الوطني من الأدوية تقدر ب40%، مشيرا إلى أن تطور الإنتاج المحلي يساهم في تراجع الأسعار، مؤكدا أن تطور الإنتاج الوطني لصناعة الأدوية ساهم في تغيير بنية السوق.