نطقت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سكيكدة، قبل أسابيع، بعقوبة سبع سنوات سجنا نافذا في حق متهم يبلغ من العمر 31 سنة، بعد متابعته بجناية الشروع في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، طالت عشيقته، 24 سنة. حسب قرار الإحالة، فإن تفاصيل هذه القضية تعود إلى صباح يوم 12 ماي الماضي، حينما التقت الضحية بالمتهم في محطة المسافرين بسيدي مزغيش، متوجهة إلى بلدية الحروش، حيث ركبت الحافلة، ليلحق بها المتهم على متن سيارة وفور نزولها ناداها لكنها لم تبال به، فأمسك بلباسها من الخلف وجرها إلى غاية باب مستشفى الأمراض العقلية وهو يردد عبارة “نديك وإلا ندخل عليك الحبس”. بعد ذلك أخرج سكينا وطعنها ثلاث طعنات على مستوى الظهر، أسقطتها أرضا، ومع ذلك واصل طعنها في وجهها ورقبتها محاولا ذبحها، ليتدخل شاهد كان بالقرب من مكان الحادثة فأسرع إلى نجدتها محاولا تخليصها منه، وفي تلك اللحظة وصلت دورية للشرطة فلاذ المتهم بالفرار. الغريب في هذه القضية، أنه رغم شهادات الشهود وتدخل الشرطة، إلا أنه وخلال جلسة المحاكمة التي غصت بها القاعة، اعترف المتهم بأنه ضرب الضحية فقط، ولم تكن في نيته قتلها، مصرحا بأن علاقة عاطفية كانت تربطه مع الضحية منذ ثماني سنوات، وتقدم لخطبتها عدة مرات، لكن أهلها رفضوا زواجها به. وفي اليوم السابق للحادثة، صرح المتهم أن الضحية اتصلت به وطلبت منه مبلغا ماليا قدره ألفي دينار لشراء لباس داخلي لكي تتزين له، فحدد لها موعدا صباح الواقعة لتسليم المبلغ المتفق عليه بمحطة المسافرين بسيدي مزغيش، وعندما التقى بها سألها عن وجهتها فأجابته أنها في طريقها إلى الحروش لإمضاء عقد عمل، حيث ركبت الحافلة ولحقها هو في الحافلة الثانية دون علمها، وبمجرد نزولها شاهدته فرافقته حتى باب مستشفى الأمراض العقلية المتواجد وسط مدينة الحروش وعند وصولها أخبرته أن خطيبها الجديد ينتظرها، وهي ذاهبة معه في نزهة إلى منطقة جان دارك، فتركته وتوجهت نحو السيارة، وهي اللحظة التي لم يتمالك الجاني فيها أعصابه خاصة أنه كان تحت تأثير الخمر، فأخرج سكينا وطعنها أمام مرأى خليلها الجديد على مستوى ظهرها ورقبتها. من جهتها، الضحية صرحت أن السبب الذي جعله يعتدي عليها بهذه الوحشية أن “عائلتها رفضت فكرة زواجه بها بسبب سلوكاته السيئة”، وأضافت أنه ظل يبتزها في أموالها وشرفها ويهددها بنشر صورها ويضربها كلما رفضت مرافقته. أما الشاهد في القضية والمسمى “ب. ر”، فقد صرح أنه تفاجأ بالضحية تدق باب سيارته التي كانت مركونة أمام المستشفى وحينها شاهد المتهم يحمل سكينا ويطعنها في ظهرها، ليتدخل لنجدتها ونقلها إلى المستشفى، حيث مكثت به 12 يوما منح لها الطبيب الشرعي عجزا عن العمل لأسبوعين. من جهته، والد الضحية قال لهيئة المحكمة بأن المتهم سبق له أن أبدى رغبته في خطبة ابنته، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من قبل أفراد العائلة بسبب سوء سيرته. وجاء التماس دفاع المتهم بإفادة موكله بإجراءات تخفيف العقوبة، حيث لم تكن له نية محاولة القتل ولم يكن يدرك ما يفعله فقد كان تحت تأثير الغضب والغيرة، لأنه كان يحبها كثيرا والدليل على ذلك أنه طلب يدها من عائلتها عدة مرات بغرض الزواج، بالإضافة إلى تأثير الخمر التي لعبت برأسه، ولم يكن يقصد قتلها. لكن النيابة العامة أكدت في تدخلها أن الوقائع ثابتة ضد المتهم باعترافه الصريح خلال مراحل التحقيق، لتلتمس عقوبة 14 سنة حبسا في حقه. وبعد المداولة وسماع المحلفين، نطقت هيئة المحكمة بعقوبة سبع سنوات سجنا نافذا في حق المتهم الذي حاول قتل عشيقته.