يأتي الحكم في وقت طالبت فيه النيابة في جلسة الأسبوع الماضي تسليط عقوبة شهرين حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 50 ألف دينار جزائري في حق بيطام، إلا أن القاضي أدانه بأقصى العقوبات نظرا لسلسلة المناورات التي أجهد بها القاضي بتاريخ الجلسة والتي دامت أكثر من ساعتين، خاصة وأن القاضي نبه بيطام لأكثر من مرة إلى أن عزفه عن الاعتراف بحقيقة العبارة التي دوّنها في قميصه ستجرّه إلى ما لا تحمد عقباه، كما أكد له بأن قيامه بذلك التصرّف كان سيحوّل الملعب إلى ساحة معركة والمناصرين لجثث هامدة في مدرجات الملعب. تحريك قضية الحال جاء بناء على شكوى رفعها كل من محفوظ قرباج، رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، وخليل حموم، رئيس اللّجنة الفدرالية للتحكيم ضد الحكم الدولي المساعد منير محمود بيطام بعد محاولته تلطيخ سمعتهما من خلال اتهامات خطيرة وجهها لهما تحمل في طياتها عبارات قذف صارخة مفادها تقدمهما بطلب للتلاعب بنتائج مباراة كرة القدم التي جمعت شباب عين فكرون أمام شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، خلال الدور نصف النهائي من كأس الجزائر للطبعة الأخيرة، حيث إن المتهم وبالتحديد أثناء لقاء الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الثانية التي جمعت أهلي برج بوعريريج ووداد تلمسان بملعب البرج المصادف لتاريخ 19 سبتمبر 2014، أقدم في حدود الدقيقة 26 على خلع قميصه الذي كان يرتدي تحته قميصا آخر يحمل كتابات تحمل اتهامات في منتهى الخطورة في حق الضحيتين مفادها أن “قرباج وحموم قصة لعبة موجهة”. وكان الحكم الدولي المساعد بيطام قد أنكر بجلسة المحاكمة ارتكابه لجنحة القذف في حق قرباج وحمّوم في قضية الحال، كما أكد للقاضي بأنه قد مورست عليه عدة ضغوط يصعب عليه سردها في الجلسة العلنية كونها محل تحقيق بوزارة الشبيبة والرياضة، واعتبر القاضي ذلك مناورة، معلقا على ذلك بأن بيطام يناور القضاء الجزائري ويرفض الخوض في جوهر القضية. بيطام أكد بأن العبارة التي كانت مخطوطة في قميصه هي عبارة نقية وبريئة وأراد من خلالها لفت انتباه المسؤولين للضغوط التي تمارس ضده، كما أكد بأنه حاول الاتصال برئيس “الفاف” محمد روراوة لأكثر من مرة ولكنه لم يستقبله وأخطره عدة أشخاص بالفدرالية بأن روراوة يطلب منه الاتصال بمسؤوليه المباشرين وحل القضية معهم أولا، بعد أن مُنع من الالتحاق للتحكيم بمباراة دولية باستدعاء من الفيفا التي علمت نصيا بهذه المتابعة القضائية ضده. وثمّن الأستاذ ماني سعادة، محامي الضحية خليل حموم، وهو محام لدى مجلس قضاء مستغانم، قرار العدالة، واصفا إياه ب«المنصف”، قائلا إن ذلك “يثبت أن بيطام كان على خطأ”، موضحا أن هذا الحُكم هو بمثابة “رد للاعتبار لموكله خليل حموم”. وأوضح أن قضية رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج ضد منير محمود بيطام المتعلقة بنفس الوقائع (قذف) هي مستقلة عن قضية بئر مراد رايس بين بيطام وحموم خليل. وأضاف أنها لا تزال محل التحقيق القضائي على مستوى محكمة سيدي امحمد، مبرزا أنها ستبرمج للمحاكمة في القريب العاجل.