يعود غدا إلى الجزائر، المنشد كمال رزوق الحائز على لقب ”منشد الشارقة 7”، قادما من الإمارات العربية المتحدة، حيث سيحيي حفلا كبيرا بمدينته ومسقط رأسه ولاية وادي سوف، لشكر الجمهور الجزائري على الوقوف إلى جانبه بالتصويت والدعم المتواصل خلال رحلته التي نافس فيها 13 صوتا من عدة دول عربية وإسلامية، على أهم الألقاب في مسابقة الإنشاد، وقال كمال رزوق في اتصال هاتفي مع ”الخبر” من الشارقة، إنه يأمل في تكون الجزائر منطلقه إلى النجومية. توجت بلقب منشد الشارقة، كيف كانت التجربة؟ تعتبر مسابقة ”منشد الشارقة” غاية كل فنان يؤدي الأناشيد، والتتويج باللقب يقدمني إلى عالم الشهرة والنجومية، وأحمد الله على اختياري ممثلا للجزائر في هذه المسابقة التي عرفت منافسة قوية بين مواهب رائعة قدمت من العراق، مصر، ماليزيا، كرواتيا، اليمن، سوريا، المغرب والعديد من الدول. هل كان الوصول إلى اللقب صعبا؟ وكيف كانت نظرة زملائك إليك كموهبة جزائرية؟ صراحة، لم أكن أتوقع الفوز، وذلك راجع إلى قوة الأصوات خصوصا الموهبة السورية والمغربية، فقد أجمعت لجنة التحكيم على أن هذه الدورة من المسابقة كانت صعبة من حيث الاختيار، نظرا تقارب الأصوات وتميزها. لكن بفضل الله ودعم الجمهور وفقت للفوز باللقب، وقد قضيت فترة شهر ونصف في ضيافة الشارقة التي خصتنا بضيافة رائعة، تميزت بالجدية والحرص على تقديم الأفضل، كما لا أنسى دعم أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في الإمارات وشعب فلسطين والشعب الجزائري. استفدت كثيرا من فترة تواجدي في الشارقة، خصوصا رفقة الزملاء والمدربين أحمد الغنامي ومصطفى حمدو اللذين حرصا على تعليمنا فنون التعامل مع المقامات، وأيضا كيفية التسويق لأصواتنا في مرحلة ما بعد منشد الشارقة، فقد كانت التجربة غنية بالتكوين الروحي والنفسي والفني. كيف جاءتك فكرة المشاركة في المسابقة؟ صراحة، ترددت كثيرا في بداية الأمر حتى استخرت الله، وهذه أول مرة أتقدم فيها للمشاركة في مسابقة منشد الشارقة، وذلك بعد مشاركتي في بعض البرامج والمسابقات، منها مهرجان مصر الذي توجني بالجائزة الأولى سنة 2006، وأيضا مهرجان ”بوقريين” في تونس، وقد تم اختياري من بين 15 موهبة صوتية جزائرية لتمثيل الجزائر رسميا. كيف كانت بدايتك مع الإنشاد ولماذا لم تتجه إلى الغناء؟ بدايتي كانت مع تلاوة القرآن الكريم وترتيله، وذلك بفضل والدي وأخي، كنت مولعا منذ الصغر بأداء الكلمات النظيفة، وأشارك في تنشيط الحفلات خلال عيد العلم في المدرسة، حتى انخرطت في فرقة الآفاق الفنية بمدينة وادي سوف التي أنحدر منها، واستفدت كثيرا من تجارب الإلقاء التي جمعتني بكبار المنشدين، ومنهم العزاوي الذي التقيت به في ولاية الوادي. صراحة.. لا أخفيكم سرا، فكأي شاب، طرحت على نفسي دائما كثيرا من الأسئلة: لماذا لا أتوجه لأداء الأغاني وجمع المال؟ لكن الله أرشدني إلى الأناشيد والحرص على البحث عن أداء الكلمات النظيفة، وجدت نفسي منشدا يبحث عن خدمة دينه ووطنه، فالصوت نعمة وأمانة، وكما قال تعالى ”وأما بنعمة ربك فحدث”، والمنشد لديه رسالة مثل الإمام، وأسأل الله أن يثبتني على هذا. الأصوات الجزائرية التي فازت من قبل باللقب اختفت، ألا يخيفك هذا المصير؟ بالفعل، كثيرا ما أفكر في الأمر، لكن يجب رفع التحدي من خلال خطة إعلامية وفنية وإنتاجية، منها إصدار الألبومات الإنشادية والتواصل مع الجمهور. أعتبر مسابقة الشارقة بداية، والطريق طويل، وسأرتب حفلة بوادي سوف فور عودتي إلى أرض الوطن، وبلا شك سيكون الدخول مجانيا، وهذا أقل شيء يمكنني أن أشكر به الجمهور الذي وقف إلى جانبي بالتصويت والدعم. ألا تفكر في الاستقرار في الخليج؟ هل عرض عليك ذلك لبحث فرص أكبر؟ الاستقرار في الخليج قرار شخصي، لأنني وجدت استعدادا من قبلهم لبقائي هناك، لكن أتمنى العمل في الجزائر وأن أحقق حلمي في الجزائر، وإن شاء الله يكون ذلك بالعمل والمثابرة، لأن النجاح ممكن بالعمل والإخلاص.