“يا حكومة الموز ويا دعاة التقشف، لو استعدتم الملايير المنهوبة، وألغيتم الديون الممسوحة، وقلصتم امتيازات النوام عفوا النواب، كنا سنعيش برفاهية ونتصدق بالفائض”، “تطالبون الفقاقير بشد الحزام ولا تأمرون الوزراء بإرخاء الحزام!”، هي عينة من تعليقات الفايسبوكيين التي تفاعلوا بها ردا على مطالب الحكومة بالاستعداد لأيام سوداء قادمة.. ولن تكون كذلك إلا على “الشغب المغبون” في رأي الفايسبوكيين. أثارت تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال بتجميد التوظيف وتقليص النفقات في إطار إجراءات التقشف لمواجهة انهيار أسعار النفط، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قارنوا بين تصريحات الوزير الأول أيام الحملة الانتخابية للرئاسيات ووعوده الوردية بالقضاء على البطالة وتسليم المشعل للشباب، وبين تصريحاته الأخيرة التي أغلقت في وجه الشباب الحالم بمنصب عمل ومرتب في بلاده كل أمل، وحوّلت أحلامه إلى سراب “فبعد هذا لا أفكر إلا في الهجرة من هذا البلاد، ولو على ظهر دابة أو سيرا على الأقدام”، مثلما يقول أحد الفايسبوكيين. واعتبر هؤلاء الحديث عن الاستعداد للسنوات العجاف أطرف نكتة يمكن أن تختم بها سنة 2014، فأصلا “البترول في بلادنا كي يطلع ليهم هما، وكي يهبط يهبط علينا احنا”، مثلما علق أحد رواد الفايسبوك الذي وافقه كُثر “لم أشعر يوما بأنني أعيش في بحبوحة، الخبز الكمالية الوحيدة في بيتنا، والدي متقاعد راتبه لا يكفي حتى لاقتناء دوائه، أنا جامعي وأنتظر التوظيف منذ 2008، لم أعرف أن البلاد في بحبوحة إلا وأنا أسمع بقرارات إلغاء ديون البلدان الإفريقية”. والمضحك المبكي في نظر هؤلاء الفايسبوكيين أن النواب والوزراء غير معنيين إطلاقا ب”السنوات العجاف”، وراح هؤلاء يصطادون ممثليهم “الافتراضيين”، فنشروا صورة للنائب بهاء الدين طليبة وهو “يفك الحزام” أمام طاولة من المطاعم الفاخرة وأسموه “رئيس المنظمة الوطنية لمحاربة التقشف”. وراح آخرون يتساءلون عن مصير الملايير التي تفننت الحكومة في صرفها يمينا وشمال، ولم تجد طريقها إلى جيوب المواطن بالتأكيد، فهذا يسأل: “يا سلال والزردات لي درتوها كي كان 100 دولار، والمليار دولار لي مسحتوبيها ديون الأفارقة كيفاش؟ و200 مليون دولار لمديتوها لتونس لله في سبيل الله بعد ثورة الياسمين كيفاش؟ و200 مليون دولار لي مديتوها لمصر بعد الثورة كيفاش؟ وصندوق النقد العالمي لي مديتولو 500 مليون دولار لله في سبيل الله كيفاش؟؟ وشحال مديتو لليونان سلفية أو لله في سبيل الله، ودراهم شكيب خليل أكثر من 30 مليار دولار مختلسة كيفاش؟ و23 مليار دولار تاع الطريق شرق غرب تاع غول، وشقق باريس تاع سعيداني، ووزارة المجاهدين اللي ما جاهدوش ولي راهي تاكل سنويا 8 ملاير دولار كيفاش؟ وخليدة تومي لي بحرت على الأقل في العهدة تاعها ما يفوق المليار دولار؟”. آخرون راحوا يسخرون من هذه المطالب بالتقشف التي تزامنت مع “ترسانة” من الحفلات التي ينتظر أن تشهدها الجزائر في الأيام القادمة احتفالا بنهاية السنة، في مقدمتها الحفلة التي سيحييها المغني المغربي سعد المجرد “الذي سيمتعنا بالتأكيد بأغنيته الشهيرة أنت باغية واحد يكون دمو بارد، والحكومة حابة شعب دمو بارد”، يقول فايسبوكي. وتداول الفايسبوكيين عدة صورة مركّبة للمسؤولين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية الذي يظهر في إحداها وهو يكلم وزيره الأول عبد المالك سلال، ويطلب منه أن يوجه التهاني للشعب بمناسبة السنة الجديد، لكن لا يقول إنه عام جديد بل عام شديد، فيما يظهر عبد المالك سلال في أخرى وهو يجر طاولة لبيع البطاطا، وهي قراءة لرواد الفايسبوك لحال الداعي الأول للتقشف في السنوات العجاف. وختم الفايسبوكيون سخريتهم بسؤال بريء موجه لدعاة التقشف و”أصحاب الفوق” على رأي المسرحي الراحل امحمد بن ڤطاف “تحلوا بالشجاعة لمرة واحدة واعترفوا للشعب الذي تجيدون بامتياز الضحك على ذقونه.. أين ستمضون أنتم وأبناؤكم وصديقاتهم عطلة نهاية السنة؟”.