تسبب تدهور الأحوال الجوية والتساقط الكثيف للثلوج في قطع أكثر من 33 طريقا وطنيا وعشرات الطرقات البلدية، كما أدى إلى عزل قرى ومداشر بأكملها، خاصة بعدما فاق سمك الثلوج 25 سنتيمترا في بعض المناطق، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور وشلها تماما، الأمر الذي فرض حصارا حقيقيا على الجزائريين الذين اضطروا للبقاء في بيوتهم لأكثر من 48 ساعة. وحسب حصيلة مصالح الدرك الوطني، فإن التساقط الكثيف للثلوج أدى بولاية سطيف إلى قطع حركة المرور عبر 8 طرق وطنية و7 طرق ولائية و3 أخرى بلدية. أما في ولاية باتنة، فأدى تساقط الثلوج إلى قطع 11 طريقا وطنيا وبلديا والعديد من المحاور. وفي تيزي وزو تم غلق 3 طرق، فيما تسببت الثلوج في قطع الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين المدية والبليدة على مستوى مرتفع منقوش بلدية بوڤرة. الوضع نفسه في المدية مع تعطل حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين المديةوالبليدة، كما تضررت الولايات الأخرى على غرار سيدي بلعباس وسكيكدة وقسنطينة وأم البواقي وولاية خنشلةوجيجلوبرج بوعريريج وبجاية في عدد من الطرقات، نتج عنه عزل قرى في بعض البلديات، ما تسبب في انزعاج المواطنين، كما تسببت الثلوج في وقوع حوادث مرور. 8 طرق وطنية مغلقة 300 عائلة بلا كهرباء ووفاة شخص اختناقا بالغاز في سطيف عرفت مختلف مناطق ولاية سطيف تهاطلا كبيرا للثلوج، بلغ سمكها في بعض المناطق في الجهة الشمالية من الولاية قرابة 50 سنتم. وأدت هذه الاضطرابات إلى تسجيل العشرات من الحالات الاستعجالية التي وصلت إلى مستشفى سطيف، فيما تم تسجيل حالة وفاة ببلدية الڤلتة الزرقاء بسبب تسرب لثاني أكسيد الكربون. وشكلت مصالح ولاية سطيف خلية أزمة بعد التحذيرات الكبيرة لمصالح الأرصاد الجوية من تهاطل كبير للثلوج على علو منخفض قد يصل إلى 300 متر عن سطح البحر، حيث أكدت قيادة الدرك الوطني تعطل حركة المرور عبر 8 طرق وطنية في مقدمتها الطريق الوطني رقم 74 و75 و76، وهي الطرق التي تربط الجهة الشمالية المعروفة بتضاريسها الجبلية بمختلف الولايات المجاورة على غرار برج بوعريريج وبجاية وجيجل، زيادة على العديد من الطرق الولائية والبلدية. ورغم أن جميع دوائر الولاية جندت كل ما لديها من آليات وكاسحات لإزالة الثلوج، إلا أن تزايد الكميات من ساعة إلى أخرى عطل فتح هذه المحاور. من جهة أخرى، عزلت الثلوج أكثر من 300 عائلة ببلدية بني ورثيلان بسبب انقطاع التيار الكهربائي، زيادة على حالات مماثلة ببلديات آيت نوال مزادة وعموشة وتيزي نبشار، في حين أكدت خلية المتابعة بولاية سطيف أن البلديات النائية لديها مخزون يمتد لثلاثة أيام من المواد الغذائية وقارورات غاز البوتان، في وقت تم تسجيل حالة اختناق ببلدية الڤلتة الزرقاء لرب عائلة بسبب تسرب ثاني أوكسيد الكربون. أما على صعيد حركة النقل، فقد أعلن مطار سطيف عن تعليق كل رحلاته الداخلية والخارجية بسبب رداءة الرؤية وصعوبة نزع الثلوج من مهبط الطائرات، زيادة على تعطل حركة نقل المسافرين بكل المحاور من وإلى ولاية سطيف، باستثناء قطاع السكك الحديدية الذي ظل يوفر رحلة منتظمة من وإلى الجزائر العاصمة. ونشير في الأخير إلى أن مصالح الحماية المدنية قامت عشية أمس بإجلاء 11 شخصا من الطريق السيار، بعد أن علقت مركباتهم هناك. تكرار سيناريو شتاء 2011 يثير مخاوفهم سكان حظيرة الشريعة في البليدة تحت الحصار وجد سكان بحظيرة الشريعة السياحية في أعالي البليدة، أنفسهم محاصرين بالثلوج التي تساقطت خلال ال24 ساعة الماضية، فيما عانى البعض الآخر من انقطاعات في الكهرباء والماء الشروب. رغم تأخر سقوط الثلوج وإنذار مصالح الأرصاد الجوية بسقوط الثلوج على ارتفاعات تقل عن ال500 متر، إلا أن بعض الطرقات الفرعية بحظيرة الشريعة لم تبق عملية وانقطعت الحركة بها، وهو ما جعل بعض السكان المحاصرين بفعل الثلوج رغم عدم سماكتها مثل تلك التي تساقطت في شهر فيفري من العام 2011، يستنجدون بالحطب والمازوت لأجل تدفئة أنفسهم، كما انقطعت الكهرباء، فضلا عن الماء الصالح للشرب. وكشف بعض المحاصرين من السكان ل«الخبر”، أنهم استغربوا عدم تفعيل اللجنة أو خلية الطوارئ هذه المرة، وعدم شق الطرقات الفرعية بمناطق “كراش” و3 عصافير وليفار والشاليهات، الأمر الذي أجبرهم، منذ ليلة أول أمس، على البقاء محبوسين داخل مساكنهم يتدفأون بنيران مشتعلة بالحطب المخزن والبقاء وسط الظلام، وأبدوا في سياق التقلبات الجوية والبرودة التي اجتاحت المنطقة، مخاوفهم من تكرار سيناريو شتاء 2011 وبقائهم محاصرين. وإلى حمام ملوان شرق البليدة، شهدت النقطة المرورية عند مدخل المدينة والمعروفة ب«المقرونات” انهيارات صخرية لم تكن بالخطيرة، عرقلت شيئا ما حركة سير المركبات، فيما عادت الطمأنينة نسبيا إلى السكان بعد تسجيل هدوء في حركة طبقات الأرض التي أرعبت السكان منذ العام الماضي. قرى ومداشر معزولة في باتنة عزلت الثلوج المتساقطة على إقليم ولاية باتنة، أمس، بعض المداشر والقرى، وتسببت في عدم قدرة الأهالي والسكان في تلك المناطق على مغادرة مساكنهم والتنقل عبر الطرقات. وتسبب تساقط الثلوج في غلق عديد الطرقات على غرار تلك التي بقيت لسنوات طويلة تعاني من هذا المشكل أثناء فصل الشتاء، حيث وجد أصحاب المركبات صعوبة في المرور على مستوى الطريق الولائي رقم 54 ببلدية بوزينة وكذا الطريق الولائي 106 الذي يربط الطريق الوطني رقم 31 ببلدية فم الطوب. وبالمنطقة الشرقية أيضا للولاية، عطلت الثلوج حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وبسكرة، مرورا بآريس خاصة في المرتفع الجبلي عين الطين المعروف بعلوه المقدر ب1800 متر. وفي المنطقة نفسها أيضا كست الثلوج مرتفع ثنية الرصاص المتواجد على مستوى الطريق الوطني رقم 87 الرابط بين باتنة وبسكرة، مرورا ببلدية ثنية العابد. وعلى مستوى الجهة الغربية للولاية، أرغمت الثلوج على مستوى منطقة نافلة ببلدية حيدوسة على مستوى الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي باتنةوسطيف، أصحاب المركبات على تحويل مسار سيرهم عبر بلدية واد الماء وسريانة، وصولا إلى باتنة. حركة النقل مشلولة بتيزي وزو ❊ تواصل تساقط الثلوج بمعظم مناطق ولاية تيزي وزو، أمس، ما تسبب في شل حركة المرور في العديد من المناطق وانقطاع الحركة في عدة طرق وطنية وولائية. أدى تكاثف الثلوج إلى قطع الطرق الوطنية رقم 15، 30 و33 الرابطة بين ولايتي تيزي وزو والبويرة. وعلى المستوى المحلي، فقد قطعت الحركة في عدد من مناطق الولاية على مستوى المرتفعات كمناطق عين الحمام، بوزڤان وإفرحونان، على غرار الطريق الوطني رقم 253 الرابط بين إفرحونان ومدينة تيزي وزو. وقد تسبب الوضع في عزل العديد من القرى، حيث تتواصل عملية إزالة الثلوج في المناطق المتضررة. الحماية المدنية تنقذ 5 حوامل ببرج بوعريريج تدخلت فرق الحماية المدنية، ليلة أول أمس، لإجلاء خمس نساء حوامل في مختلف بلديات ولاية برج بوعريريج، بسبب تساقط الثلوج الكثيف. وحسب خلية إعلام الحماية المدنية، فقد تم إجلاء امرأة ببلدية برج زمورة في الجهة الشمالية، وحامل من بلدية خليل، وأخرى من بلدية عين تاغروت بالمدخل الشرقي، إضافة إلى إسعاف حامل في الحمادية في الجهة الجنوبية، وتم تحويلهن إلى عيادات الأمومة القريبة منها، بينما أشرف أعوان الحماية البلدية على وضع أم لطفل في بيتها في دوار عين ضباب ببلدية سيدي مبارك، ثم حولا إلى عيادة الأمومة والطفولة ببرج بوعريريج. على صعيد آخر، تسبب تساقط الثلوج الكثيف في عزل القرى وانقطاع الكهرباء في بلديات المنطقة الشمالية، وشكلت السلطات الولائية خلية أزمة مكونة من مختلف القطاعات، لتلبية نداءات الاستغاثة على الطريق السيار والطرق الوطنية، حيث يتم توزيع الوجبات الغذائية على العالقين، خاصة بمنطقة زنونة بلدية اليشير، كما تم إنقاذ عائلة متكونة من ستة أفراد منتصف ليلة أول أمس ببلدية برج غدير. أزمة قارورات الغاز في البويرة طوابير وملاسنات بمحطات الوقود عرفت محطات الوقود في البويرة، أمس، وعلى مدار اليومين الأخيرين، حالة من الغليان بسبب طوابير طويلة من المركبات والشاحنات أمام محطات نفطال والمحطات الخاصة من أجل الظفر بقارورة الغاز، الأمر الذي أثار حفيظة الزبائن، على رأسهم سكان القرى والمداشر وخاصة سكان الجهة الغربية من ولاية البويرة. وحسب مصادر “الخبر”، فإن أسباب الندرة مازالت مجهولة، وتفاقم الأزمة يبقى واردا إلى غاية نهاية الأسبوع، وقد تشكلت طوابير لامتناهية امتدت على مسافة كيلومترات، كما هو الحال بمحطة نفطال بالقرب من المديرية العامة للحماية المدنية. وأعرب عدد من السكان الذين اصطفوا في طوابير، ل«الخبر”، عن امتعاضهم من تكرر السيناريو في ولاية يفترض أن تكون في منأى عن نقص قارورات الغاز، مشيرين إلى أن الأزمة الحاصلة انجر عنها تعطيل مصالحهم اليومية وتعريض حياة عائلاتهم للخطر، كونهم يقضون ساعات طويلة في طوابير المحطات للظفر بهذه المادة (قارورة الغاز) تزامنا مع بداية تساقط الثلوج. وناشد سكان الجهة الغربية للولاية الجهات المعنية وجوب التدخل العاجل لمعالجة المشكل المطروح، ووضع حدّ للمهزلة التي باتت تتكرر بصفة دورية عكس البلديات المجاورة، كما حمّلوا مؤسسة نفطال التي ظلت، حسبهم، في موقع المتفرج، مسؤولية ما يحدث ووصفوها بالمعضلة التي أدخلتهم في رحلة بحث عن قارورات الغاز أينما وجد للتزود بها. توقف مظاهر الحياة في قرى ومداشر جيجل وميلة تسببت كميات الثلوج المتساقطة، منذ أول أمس، على المناطق الجبلية بجيجل، في عزل العديد من البلديات والقرى، بعد انقطاع الطرق المؤدية إليها، موازاة مع التذبذب الذي شهدته الحركة بالطريق الوطني 77 المؤدي إلى ولايتي ميلة وسطيف، سواء بأعالي بلدية جيملة أو وسط مدينة تاكسنة، حيث وجد المواطنون بالبلديتين المذكورتين وكذا بلدية بني ياجيس صعوبات في التنقل. وفي هذا الإطار توقفت، صبيحة أمس، الحركة بالطرق المؤدية إلى كل من بلديتي إراڤن وسلمى بن زيادة بسبب التراكم الكثيف للثلوج. كما عزلت الثلوج المتساقطة بكميات هائلة صبيحة أمس، عددا من البلديات والقرى والمداشر الواقعة شمال ولاية ميلة، على غرار بلديات حمالة، الشيقارة، باينان، تسالة لمطاعي، مينار زارزة وتسدان، لاسيما بالقرى الجبلية النائية كما هو الحال بمنطقة بوداود على الحدود مع أولاد عسكر بولاية جيجل، حيث شلت الحركة ببعض المشاتي بسبب تراكم الثلوج التي تساقطت بكثافة. ولم يتمكن المواطنون من التنقل في ظل الظروف المناخية الصعبة، ولم تكف الجهود المبذولة من قبل السلطات لفك العزلة بعدد من المناطق، غير أن المواطنين، حسب تصريحات البعض ممن تم الاتصال بهم، حضروا جيدا لهذه الظروف بعد التحذيرات التي سبقت هذا الاضطراب الجوي. ورغم الظروف الصعبة، إلا أن الحوادث كانت محدودة ماعدا بعض حوادث المرور التي لحسن الحظ لم تخلف ضحايا بشرية. المشهد الطبيعي أعاد للذاكرة مشاهد مماثلة عاشتها الولاية سنة 2012، حيث تدخلت السلطات لفك العزلة عن المواطنين بصعوبة كبيرة، لكن هذه المرة، فإن الأمور أخف. من جهة أخرى، استمتع المواطنون والأطفال بجمالية المشهد الطبيعي وبهذه الحلة البيضاء الجميلة التي أخرجت العائلات للنزهة والتجوال والتقاط الصور التذكارية. توقف الرحلات الجوية بمطار قسنطينة تأجل أزيد من 4 رحلات بمطار محمد بوضياف في قسنطينة بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث وابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا، لم تتمكن أي طائرة من الإقلاع من المطار لانعدام الرؤية. وقد تخلفت رحلة لشركة “إيغل أزور” نحو باريس، فيما ألغت الخطوط الجوية الجزائرية 4 رحلات أخرى منها واحدة نحو ليون الفرنسية و3 رحلات داخلية إلى العاصمة، أدرار وحاسي الرمل. ووفق مصادر مطلعة من مطار قسنطينة، فإن الرحلات معلقة إلى إشعار آخر من مصالح الرصد الجوي. وحسب نشريات لهذه الأخيرة، فإن قسنطينة ستشهد تساقط كميات معتبرة من الثلوج إلى غاية يوم الجمعة المقبل، كما أن درجات الحرارة ستنخفض لتصل أدنى مستوى لها 2 تحت الصفر غدا الخميس.