اعترضت سفن ماليزية طريق قارب مكدس بالمهاجرين الروهينغا، إحدى أكثر المجموعات تعرضا للاضطهاد حسب الأممالمتحدة، بعد إبعاده من قبل البحرية التايلندية إلى خارج مياه بلادها في بحر أندامان، بعد تزويده بالغذاء والوقود وإجراء الصيانة اللازمة على المحرك. كما عثرت تايلندا على أكثر من مائة مهاجر من الروهينغا معظمهم رجال، على إحدى جزر إقليم بانغ نغا جنوبي البلاد. يغامر الآلاف من الروهينغا المسلمين بخوض مغامرة قطع البحر باتجاه جنوب تايلندا التي عثر فيها مؤخرا على 30 قبرا، رُجح ّأن تكون للروهينغا، من أجل الوصول إلى ماليزيا وإندونيسيا، هربا من العنصرية والعنف المسلط عليهم، إلا أنهم وفي الكثير من الأحيان يكونون معرضين للموت أو خطر التيه في البحر. ورغم الدعوات الدولية لوقف السياسة التي تعتمدها حكومات إندونيسيا وماليزيا وتايلندا، المتمثلة في رد القوارب بعيدا عن سواحلها، إلا أنها تواصل تجاهلها لذلك، حيث وصل، أول أمس، حوالي 900 مهاجر من الروهينغا ومن بنغلادش إلى شواطئ إندونيسيا وتايلندا، أنقذهم الصيادون، من بينهم 61 طفلا، أثناء غرق مركبهم ونقلوهم إلى الشاطئ. وليس بعيدا عنهم، تم إنقاذ 47 مهاجرا في مركب آخر بعدما قفز الركاب الجائعون في المياه لطلب النجدة من الصيادين.
طالع ايضا في نفس الموضوع استقرار ميانمار يتوقف على حلّ أزمة الروهينغا
رئيس المركز الإعلامي الروهينغي ل”الخبر” ” الأممالمتحدة مطالبة بالضغط على ميانمار لوقف إبادة المسلمين” دعا رئيس المركز الإعلامي الروهينغي بالسعودية، صلاح عبد الشكور، الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك عاجلا لإنقاذ أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار والضغط على هذه الدولة الآسيوية ذات الغالبية البوذية لوقف جرائم الإبادة ضد المسلمين الروهينغا ودفعهم للفرار بأنفسهم عبر البحر نحو تايلندا وإندونيسيا وماليزيا. وأوضح صلاح عبد الشكور، في تصريح ل”الخبر”، أن حكومة بورما (ميانمار) عادت مجددا لاضطهاد المسلمين الروهينغا بعد أحداث 2012، من خلال قيام البوذيين بحرق قرى المسلمين واغتصاب نسائهم واعتقال شبابهم ومنع المسلمين من أداء الصلاة جماعة. وأشار المتحدث إلى أنه بسبب الانتهاكات الجسيمة في حق الإنسان الروهينغي ووضعه في مخيمات النازحين وإحساس الروهينغيين بأنهم في سجن كبير داخل هذه المخيمات، أدى بهم ذلك إلى الهجرة الجماعية من إقليم أركان عبر البحر. وأضاف أن تجار البشر يستغلون ظروفهم ويطلبون منهم أموالا كبيرة ويكدسونهم في مراكب الصيد دون أكل ولا شرب، ثم ينقلونهم إلى تايلندا ويضعونهم في بيوت مثل الأقفاص. وبسبب رفض كل من تايلندا وإندونيسيا وماليزيا استقبال قوارب اللاجئين الروهينغا، فإن الكثير منهم مات في البحر بسبب الجوع والعطش وسوء الأحوال الجوية. واتهم رئيس المركز الإعلامي الروهينغي مفوضية اللاجئين بعدم التدخل بالشكل المطلوب من أجل إلزام كل من تايلندا وإندونيسيا وماليزيا باستقبال هؤلاء اللاجئين، رغم توقيعها على الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين، وهو ما لم تلتزم به هذه الدول. الجزائر: مصطفى دالع