بعد 4 سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، لم يستطع أي طرف حسم المعركة لصالحه، لكن بالمقابل أظهر نظام الرئيس بشار الأسد أكثر صلابة في التصدي لعواصف الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة عتيدة في تونس ومصر وليبيا في أشهر بل بعضها في أيام، وهذا بفضل تماسك النظام وتحالفاته الدولية المتينة مع قوى عالمية مثل روسياوالصين، وقوى إقليمية مثل إيران وامتداداتها الشيعية في لبنانوالعراق (مثل حزب الله ولواء أبو الفضل العباس). خسر النظام السوري مع ذلك أكثر من 75% من مساحة سوريا في حربه مع المعارضة المسلحة المدعومة إقليما، وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الذي استفاد من الأسلحة الثقيلة التي غنمها في انتصاراته ضد الجيش العراقي خاصة في مدينة الموصل الاستراتيجية. ورغم أن الجيش السوري الحر الذي تشكل في بداية الثورة من ضباط وجنود منشقين من الجيش النظامي كان بمثابة القوة العسكرية التي تجمع المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، فقد ظهرت تنظيمات مسلحة محلية صغيرة تعارض النظام سرعان ما بدأت تكبر وتتوحد، ومع بداية تدفق ”الجهاديين العالميين” من العراق ودول المغرب العربي وأوروبا وحتى من القوقاز في روسيا ومن تركستان الشرقية في الصين بالإضافة إلى باكستان وأفغانستان، ظهرت ”جبهة النصرة” الموالية لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تنظيم ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” ”داعش” الذي غير اسمه إلى ”الدولة الإسلامية” بعدما صارت له فروع بعدة دول عربية وإسلامية غير العراقوسوريا. كما أن الجيش السوري استعان بميليشيات محلية مثل اللجان الثورية أو جيش الوفاء، واستعان بمقاتلي حزب الله وقوات شيعية من العراق مثل لواء أبو الفضل العباس، بالإضافة إلى قوات إيرانية من فيلق القدس يجهل عددها. المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وحسب بعض التقديرات الدولية فإن الجيش السوري يسيطر على نحو ربع مساحة سوريا، ومعظم هذه الأراضي توجد في النصف الغربي لسوريا، حيث يسيطر بشكل كامل على العاصمة دمشق، واستطاع هزيمة عدة كتائب معارضة حاولت السيطرة على العاصمة، ناهيك عن سيطرته على كامل السواحل السورية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وخاصة مدينة اللاذقية ذات الغالبية العلوية وميناء طرطوس الذي يعد قاعدة بحرية للأسطول الروسي في البحر المتوسط، ومعظم المناطق الحدودية مع لبنان، بالإضافة إلى المناطق الممتدة من درعا جنوبا إلى حلب شمالا مع وجود جيوب للمعارضة في هذه المناطق، وعموما فإن الجيش العربي السوري حافظ على سيطرته على معظم المدن السورية الرئيسية، وخاصة عواصمالمحافظات، ولم يخسر سوى مدينتين رئيسيتين هما الرقة وإدلب، أما مدينة دير الزور فرغم حصار تنظيم الدولة الإرهابي لها من كل الجهات، فإن الجيش السوري والمليشيات الموالية له يمنعون مقاتلي الدولة من السيطرة على مطار المدينة وحيين رئيسيين فيها. المناطق التي يسيطر عليها ”داعش” تمكن تنظيم ”الدولة الإسلامية” من السيطرة على نحو 50% من مساحة سوريا الواقعة في النصف الشرقي لسوريا، لكن معظم هذه المناطق صحراوية وخالية من مسلحي التنظيم الإرهابي أو قوات الجيش السوري، لكن أبرز المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة تتمثل في كامل محافظة الرقة بما فيها المدينة ومطار الطبقة، وأزيد من 95% من محافظة دير الزور على الحدود مع العراق، بعدما تمكن من الاستيلاء على المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة في ريف دير الزور، وتقليص مساحة المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي في مدينة دير الزور، كما تمتد المناطق التي يسيطر عليها داعش من ريف حلب الشرقي (شمال غرب سوريا) إلى ريف الحسكة الغربي (الشمال الشرقي لسوريا)، ولديه جيوب في ريف دمشق وفي جبال القلمون. المناطق التي يسيطر عليها جيش الفتح وجبهة النصرة ومعظم هذه المناطق متواجدة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، مثل إدلب وجسر الشغور وأجزاء من مدينة حلب وريفها، وريف حمص وريف حماة، وأجزاء من ريف دمشق والغوطة الشرقية، وأجزاء من مخيم اليرموك، وتواجد محدود في جبال القلمون (20%) على الحدود مع لبنان، وريف درعا في الجنوب وأجزاء من القنيطرة في منطقة الجولان المحررة على الحدود مع فلسطينالمحتلة. مناطق الأكراد وتخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، وتتركز في أقصى شمال شرق سوريا في منطقتي القامشلي والحسكة، بالإضافة إلى جيوب على الحدود السورية التركية في شمال وسط وغرب سوريا، مثل عين العرب كوباني. المليشيات التي تقاتل مع الجيش السوري 1- الميليشيات الإيرانية: ممثلة في ضباط في الجيش الإيراني ومقاتلين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. 2- مليشيا حزب الله اللبناني: وتقدر بنحو 10 آلاف مقاتل في سوريا فقط، وتنتشر على طول الحدود السورية اللبنانية، ولعبت دورا جوهريا في تحقيق انتصارات في القصير والقلمون. 3- المليشيات العراقية: ممثلة في لواء أبو الفضل العباس المشكل من عصائب أهل الحق والتيار الصدري وكتائب حزب الله في العراق، وعدة ميلشيات عراقية أخرى، بالإضافة إلى ميليشيات شيعية من أفغانستان وباكستان. 4- قوات الدفاع الوطني: وهي ميليشيا سوريا تتكون من 100 ألف سوري من المتطوعين الذين تم تجنيدهم كقوات رديفة للجيش النظامي وساهمت في إنقاذ النظام من السقوط في 2012. الجماعات المسلحة التي تقاتل لإسقاط النظام السوري 1- الجبهة الإسلامية: وتضم معظم المجموعات المسلحة أبرزها الجيش الإسلامي وأحرار الشام والجبهة الإسلامية الكردية، ويبلغ تعداد مقاتليها نحو 45 ألف، والتي شكلت مع جبهة النصرة جيش الفتح الذي يضم نحو 19 فصيلا سوريا مسلحا، وتحظى بدعم تركي وإقليمي. 2- جبهة النصرة: وتمثل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وتمارس كتائب المعارضة ودول إقليمية ضغوطا لتعلن انفصالها عن القاعدة، خاصة أنها متحالفة مع الجبهة الإسلامية ضد الجيش النظامي وضد تنظيم الدولة، وعدد عناصرها لا يتجاوز 7000 عنصر. 3- تنظيم الدولة الإسلامية (داعش): ومعظم مقاتليه من العراقيين والأجانب، ويسيطر على مساحات واسعة في سورياوالعراق، وأعلن ” الخلافة” في 29 جوان 2014، وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد عناصره ب50 ألف في سوريا و30 ألف في العراق. 4- الحزب الديمقراطي الكردي: وحدات حماية الشعب الكردي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتعتبره تركيا الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الذي حارب الدولة التركية لربع قرن، ويقدر عدد أفراد وحدات حماية الشعب الكردي ما بين 10 آلاف و15 ألف مقاتل، سيطروا على المناطق الكردية التي انسحب منها الجيش الكردي، واستطاعوا وقف زحف عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطقهم، وخاضوا معركة مصيرية في عين العرب كوباني انتهت بانتصارهم بدعم دولي. كرونولوجيا الثورة السورية 15 مارس 2011: بداية الثورة السورية بشكل سلمي 29 جويلية 2011: تأسيس رياض الأسعد للجيش السوري الحر كأول فصيل مسلح لإسقاط النظام 04 مارس 2013: سقوط أول عاصمة محافظة سورية وهي الرقة بيد تنظيم الدولة 29 مارس 2014: سيطرة جيش الفتح على مدينة إدلب 1 أفريل 2014: داعش يقتحم مخيم اليرموك 27 أفريل 2015: سقوط جسر الشغور بيد جيش الفتح 30 أفريل 2015: سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة القنيطرة وتطهيرها من داعش ماي 2015: حزب الله يسيطر على معظم تلال القلمون الاستراتيجية 21 ماي 2015: سقوط تدمر ومعبر الوليد، آخر المعابر على الحدود العراقية بيد داعش الجزائر: د. هيبة