حمل المخرج إلياس سالم نفسه مسؤولية مشاركة فيلمه “الوهراني” في مهرجان أشدود بالأراضي المحتلة، بعد الضجة الذي أثارها الخبر في أوساط الفنانين والمثقفين، قائلا في رسالة بعث بها إلى صاحب الشركة المشاركة في إنتاج الفيلم “ميديا ليث” ياسين علوي: “أود التأكيد على أنني المسؤول الوحيد عن هذه الوضعية”. برأ إلياس سالم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وشركة “دار امسالا” في فرنسا و “ليث ميديا” في الجزائر، المنتج والمنتج المشترك للفيلم على التوالي، من مسؤولية برمجة فيلمه في مهرجان “أشدود” قائلا “إنها ليست بأي حال من الأحوال مسؤولة عن الاختيار”. استهل المخرج إلياس سالم رسالته بشرح الأهداف الحقيقية وراء أي إنتاج سينمائي بالنسبة إليه، وأهمها تقديم الجزائري للعالم وللإنسانية على طبيعته وفي حياته، ضاربا المثل بالأمير عبد القادر وشارلي شابلن، اللذين “يشتركان في كونهما كانا يخاطبان حصريا الإنسانية المتواجدة بداخل كل واحد منا”، معتبرا هذا المعيار “السبب في كوني أرغب في أن أقدم هذه الإنسانية للجميع، حتى لأسوأ عدو لي”. ووصف إلياس سالم في هذا الإطار إسرائيل بأنها “دولة صهيونية ومستعمرة وقاتلة، تتلذذ بالإفلات من العقاب الدولي. دولة أصبحت لا تبالي قط بالالتزامات التي يفرضها عليها القانون الدولي والكرامة الإنسانية. دولة لا تعرف حدودا للظلم. دولة تمكنت من شل المجتمع الدولي على الرغم من ضخامة العنف الذي تمارسه”. وأوضح إلياس سالم أن سبب اختياره للمشاركة في المهرجان بعد أن عرضت عليه الاقتراحات، بعبارة “قد يكون من السذاجة الاعتقاد بأن الفن والثقافة ما زالا قادرين على تحريك الخطوط. هذا هو السبب في كوني قبلت في البداية هذه الدعوة لمهرجان أشدود. حيث إن العرض الذي قدم لي هو أن المهرجان يهدف إلى الجمع بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، وأنه يناضل من أجل السلام ووجود دولة فلسطينية”. “في هذا السياق المحدد فقط”، يقول إلياس، “وافقت أن يتم عرض الفيلم وحده ولم أكن لأتنقل هناك شخصيا”. وتأسف المخرج لهذا الاختيار كونه صدم الكثيرين وعبر عن أسفه بقوله “أنا آسف جدا.. لربما لم أقدر دعوة المقاطعة الثقافية بالشكل اللازم”. طلبت من مهرجان أشدود سحب الفيلم من برنامجه وأشار إلياس سالم في الأخير إلى أنه منذ اللحظة التي أثير فيها الجدل، قام بالاتصال مع الفنانين الفلسطينيين “الذين أكدوا لي امتثالهم وتمسكهم بدعوة المقاطعة، حتى إن كانوا مرة أخرى هم أول ضحايا هذه المقاطعة. إذ هم حقا أول المعنيين، ويؤكدون أن هذا العمل له أهمية كبيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية”، مضيفا “حتى إن كنت مقتنعا بأنه من الإمكان مقاطعة العديد من الأمور باستثناء الثقافة فإنني أضع نفسي بجانبهم، وأنتمي إلى صفهم، لذلك طلبت من مهرجان أشدود سحب الفيلم من برنامجه”.