عرضت قاعة السينيماتيك بمدينة سيدي بلعباس فيلم «الوهراني» للمخرج الياس سالم، في ساعة متأخرة من ظهيرة الثلاثاء، بحضور مخرجه، ممثلا عن منظمة المنتجين وممثليه الرئيسيين بمن فيهم الممثل خالد وأحمد بن عيسى. وحضر العرض الأول عداد كبير من المتفرجين، من عشاق الفن السابع، بالرغم من الجدل الذي كان قد طال الفيلم، واتهامه بأنه قام بالتعدي على التاريخ والمجتمع والتقاليد.. ويسرد الفيلم قصة صديقين جعفر أو الوهراني الذي جسّده الياس سالم، وحميد بلوماسي الذي لعب دوره احمد عيسى، اللذان شاركا في ثورة التحرير المجيدة، وبعد الاستقلال التقيا لبناء الجزائر المستقلة. وقد سافر الفيلم عبر الذاكرة الجزائرية مسترجعا الألم والأمل معا، من خلال طرح عديد الأسئلة حول إمكانية المصالحة معها وهل يمكن تبنيها من جديد، انطلاقا من صور قدمها عن الحرب التحريرية وأهم محطاتها، إضافة إلى بعض المراحل التي عرفت «رجات» في صفوف المناضلين والثوار الجزائريين بسبب اختلاف الرؤى. وأعقب العرض فتح نقاش بين رواد السينما من مدينة سيدي بلعباس، والذين كانوا متحمسين لطرح أسئلتهم والوصول إلى إجابات مقنعة، وقد تعلّقت التساؤلات في مجملها حول موضوع القصة، السيناريو، واللغات المستخدمة في الحوارات، ونوعية الصورة والتحرير، والموسيقى التصويرية والأغاني، والجهات الفاعلة، ومغزى الخوض في المحرمات، والتي أجاب كل من المخرج والممثل الرئيسي عنها. يذكر أن الفيلم الطويل «الوهراني» من الدراما السينمائية، قامت بإنتاجه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (AARC)، وليث ميديا للإعلام و دار امسالا، وشارك في تجسيد أدواره العديد من الفنانين الجزائريين، كما تحصّل على جائزة أفضل ممثل في 26 أوت من السنة الماضية، في الطبعة السابعة من مهرجان الفيلم بمدينة أنغولام الفرنسية.