دافع محمد ذويبي، أمين عام حركة النهضة، لدى إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق فعاليات الطبعة التاسعة للجامعة الصيفية لحركته، بمدينة جيجل، عن خيار زميله في تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في عدم الذوبان فيها، منتقدا في نفس الوقت رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي هدد بالانسحاب منها بسبب اللقاء الذي جمع مقري مع أحمد أويحيى مدير الديوان الرئاسي مؤخرا. وفي كلمته، قال ذويبي معقبا على التراشق الإعلامي بين أعضاء في التنسيقية بالقول: ”اتفقنا من البداية في التنسيقية أن أحزابها لا تذوب فيها، فلكل برنامجه وأهدافه وما يجمعنا منصوص عليه في وثيقة الحريات والانتقال الديمقراطي، ومنذ البداية اتفقنا أن لا يكون زعيم لهذه التنسيقية، فنحن نسعى أن نعيد الزعامة للشعب، وهو ما يجعل المعارضة قوية وراشدة وتعيد جدار الثقة في الفعل السياسي، ويجعل المواطن يثق في أمل المستقبل من خلال التنوع الفكري والمشارب السياسية، في إيجاد فضاء للتعايش وتحديد أولويات الشعب وليس أولويات الحزب”. وفهم من كلام ذويبي رفضه لحالة الانسداد التي تعاني منها التنسيقية بعد تهديد عبد الله جاب الله بالانسحاب منها، بسبب لقاء جمع رئيس حمس بمدير ديوان رئيس الجمهورية يوم 9 جويلية الجاري، والذي اعتبره زملاؤه في التنسيقية طعنة في ظهر المعارضة التي ترفض الحوار مع السلطة بشكل انفرادي. ولمح ذويبي إلى أن جاب الله يريد ”زعامة” تكتل المعارضة، عندما قال: ”منذ البداية اتفقنا أن لا يكون زعيم لهذه التنسيقية”. ولدى تناوله للوضع الذي تمر به البلاد، أطلق ذويبي سيلا من الانتقاد للسلطة وحملها مسؤولية ما يعيشه الشعب من ضيق اجتماعي وغلق سياسي، قائلا: ”إن الأزمة التي تعيشها الجزائر وحالة التخبط في الشرعية ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عشية الاستقلال، بسبب فرض خيارات على الشعب واستغلال الظرف والمحنة التي عاشها في ممارسة الوصاية عليه”. وتابع ذويبي متسائلا: ”لماذا تم صرف الملايير من الدولارات دون إقلاع اقتصادي وإبقاء الجزائر في مربع الخطر للدولة الهشة القابلة للانفجار؟ من يتحمل هذه المسؤولية في وصول بلد متخلف وتضييع الفرصة الحقيقية عن الشعب إلى مصف الدول المتقدمة؟ أليس منطق الوصاية على الشعب دون احترام إرادته وخياراته الإستراتيجية في بناء مؤسساته الشرعية؟”. وفي نفس السياق، علق ذويبي على الأزمة الاقتصادية وسياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة، أن ”السلطة تخفي الحقائق عن المواطنين وتتستر على أوجه صرف الأموال التي تكفي لإنقاذ إفريقيا كلها من التخلف”. وحول تصريحات الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، من تونس، قال ذويبي إن هذا الأخير ”أهان الشعب الجزائري ودولته وهي دعوة لتونس الشقيقة قصد التحرش بالجزائر”، مخاطبا ”صانعي القرار” قائلا: ”يا من تستمدون شرعيتكم من فرنسا وترتكزون عليها كقاعدة للحكم وليس الشعب، آن لكم أن تنظروا وتعتبروا للمواقف الفرنسية.. التي لا تترك فرصة إلا وتنتقص وتهين الجزائر.. لماذا نتنازل بهذه الطريقة؟”. وكانت حركة النهضة قد افتتحت جامعتها الصيفية، أول أمس، بقاعة المحاضرات بدار الثقافة بمدينة جيجل، بحضور أزيد من 800 مشارك، تحت شعار ”التحول الديمقراطي.. آفاق ورهانات”، بحضور ممثلي الطبقة السياسية والمجتمع المدني وبحضور قيادات سياسية من كل من المغرب وتونس.