أعلنت هيئة رؤساء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي عدم ثقتها في السلطة وفيما تطرحه كمشاريع إصلاح، وفي مقدمتها مشروع تعديل الدستور، وترى أن حديث السلطة عن “دستور توافقي” هو “أسلوب قديم مستهلك، الغرض منه الالتفاف حول مطالب المعارضة وإفراغها من محتواها”. لم تشكك أحزاب المعارضة والشخصيات المنضوية في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، فحسب، في عدم جدية ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية في خطاب أداء اليمين الدستورية، بل أدارت ظهرها كليا لمشاريع السلطة، وقالت إنها غير معنية بها، لأنها تعتبرها مجرد “فخ” لإجهاض مطالب المعارضة الداعية إلى “التغيير”. يأتي هذا في وقت قال وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، بخصوص تعديل الدستور القادم، إن “النقاش حوله سيكون موسعا لكل أطياف المجتمع الجزائري، من أحزاب ومجتمع مدني وشخصيات وطنية”، وإنه “سيضمن مزيدا من الحريات والحقوق”، داعيا، في حوار للإذاعة الوطنية أول أمس، إلى “ضرورة الوفاق الوطني من أجل تقوية الاستقرار”. لكن يبدو أن تسويق مشروع تعديل الدستور من قِبل السلطة لم يغرِ المعارضة ويجرّها، مثلما جرت العادة، إلى تبني خياراتها، بعدما تمسكت تنسيقية أحزاب المقاطعة سابقا بخياراتها في الذهاب إلى ندوة الانتقال الديمقراطي ورفض مبادرة السلطة، بل اتهمت السلطة، مجددا، بمحاولة “الالتفاف” حول مطالبها. ورغم الطعم الثاني الذي رمى به وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، لاستقطاب خصوم العهدة الرابعة، في إعلان ترجيحه بتوسيع التشكيلة الحكومية المقبلة بانضمام بعض أطياف المعارضة إلى حكومة سلال الجديدة، غير أن ذلك لم يغيّر في مواقف هيئة رؤساء التنسيقية التي ضبطت رزنامة مواصلة اتصالاتها مع الشخصيات الوطنية، مع الرئيس السابق اليمين زروال ووزير الخارجية الأسبق طالب الإبراهيمي، في سياق تحضير ما تسمّيه “ندوة الانتقال الديمقراطي”. ودعت، في هذا السياق، “الشعب الجزائري والفاعلين السياسيين والاجتماعيين للالتفاف حول مساعيها ومبادرتها الرامية إلى إحداث التغيير الحقيقي بطريقة سلمية وحضارية من أجل الحفاظ على الجزائر وبقائها كوطن ودولة”، وهو ما يعني أنها غير معنية بما تطرحه السلطة من مبادرات سياسية، حتى وإن أعربت “عن انفتاحها واستعدادها للتحاور والنقاش مع جميع الشركاء الذين يشاطرونها الأهداف نفسها”. وشارك في الاجتماع الذي عقدته التنسيقية بمقر جبهة العدالة والتنمية عبد اللّه جاب اللّه ومحسن بلعباس عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وعبد الرزاق مقري عن حركة مجتمع السلم، ومثّل “جيل جديد” جيلالي سفيان وحركة النهضة محمد ذويبي، وعن الشخصيات الوطنية أحمد بن بيتور.