ظلت السلطات الولائية لتيبازة تتفرج على انحرافات خطيرة حدثت خلال ال24 ساعة الماضية على مستوى الطريق الوطني رقم 11 في شقه الرابط بين بلديتي ڤوراية ومسلمون، حينما تم تخريب مؤسسة تربوية وتحطيم مركبات مواطنين مع بقاء عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات والأطفال والعجزة عالقين على طول الطريق الساحلي منذ صبيحة الأحد إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا، دون أن تتدخل الجهات الوصية لإنهاء المعاناة والجحيم الذي عاشته مئات العائلات التي ظلت محاصرة من الاتجاهين تحت أشعة الشمس الحارقة. أدارت جميع السلطات المختصة ظهرها للأحداث التي شهدتها المنطقة أمسية الأحد وطيلة نهار أمس، على خلفية قيام بعض قاطني حي واد السبت باحتجاج على مشكل انقطاع الماء عن بعض المنازل ورفضهم أي مساع للتهدئة، إذ تُركت قوات الدرك الوطني تواجه الوضع بمفردها دون مساندة إدارية أو رسمية، فواجهت هذه الأخيرة، متاعب كبيرة وسط الظلام الدامس قبل أن تتمكن من تحرير الحركة في حدود منتصف الليل وتسمح بمرور مئات الآلاف من العالقين، وسط مشادات عنيفة وسط إصابات بليغة تعرض لها أعوان مكافحة الشغب. وشعر المواطنون ومستعملو الطرقات، في اتصالهم ب”الخبر” بغياب وتراجع هيبة الدولة وتخاذل المسؤولين على المستويين المحلي والمركزي، حينما تجددت صبيحة أمس، أعمال الشغب في حدود الساعة التاسعة صباحا بعدما عادت مجموعة من شباب المنطقة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، إلى قطع الطريق الوطني رقم 11، الرابط الوحيد بين أقصى غرب الولاية وعاصمتها، ليتجدد سيناريو الجحيم الذي شهدته المنطقة أول أمس، حيث لم تتضح معالم الحل بعدما توسعت مطالب قاطعي الطريق إلى السكن والتهيئة العمرانية وشبكة الكهرباء وغيرها مع رفضهم مقابلة المنتخبين المحليين وإصرارهم على حلول الوزراء المعنيين، وهي المطالب التي اعتبرتها جهات مسؤولة تعجيزية وغير ممكن تلبيتها بالسرعة التي يتخيلها هؤلاء، بينما وصف مسؤول منتخب بأن رفض هؤلاء لغة الحوار دليل على خضوعهم للتحريض الممنهج، مؤكدا أن الكثير من المطالب مزاجية ووهمية، مستنكرا إصرارهم على غلق الحركة المرورية. واستنكر مجاهدون وأعيان المنطقة وفاعلون في المجتمع المدني “تعنت” هؤلاء ومنعهم مرور سيارات الإسعاف ومواكب الزواج والأفراح، وتسببهم في تأخير وصول العلاج إلى المصابين بالأمراض المزمنة خصوصا الخاضعين لحصص العلاج الكيميائي للسرطان وكذا مواعيد الولادة وحالات استعجالية، وتعكيرهم لأعراس كانت مبرمجة بكل من بلديات الداموس والأرهاط وسيدي غيلاس وفوكة وبواسماعيل وتيبازة. واضطر المصطافون وسكان أقصى غرب الولاية وسواق سيارات الإسعاف، على مدار يومين كاملين، إلى استعمال مسالك جبلية وغابية غير مستقرة أمنيا، وتوغلوا في بلديات نائية تابعة إلى ولايتي عين الدفلى والشلف في رحلة بحث عن الطريق السيار من أجل الدخول عبر ولاية البلدية، وكذا عبر المناطق الجنوبية الشرقية لولاية تيبازة قصد الالتحاق بوجهاتهم. وحصل إجماع محلي على ضرورة تسوية المطالب الممكن حلها ظرفيا موازاة مع إظهار الحزم وتطبيق شعارات دولة القانون حتى لا يقع مئات الآلاف ضحية لتعنت قاطعي الطريق، خصوصا مع ورود معلومات بأن الأمر يتعلق بتصفية حساب مع منتخب محلي مقيم بنفس المنطقة لاعتبارات عائلية ضيقة.