انطلقت، قبل أول أمس، رحلة الشعر والإبداع والتنافس على كتابة ”قصائد المحبة والوطن” بمدينة عنابة، بحضور 18 شاعرا وشاعرة من عدة دول. كانت سهرة الافتتاح مع قراءات شعرية على أنغام الفرقة الموسيقية ”نجم الجنوب” القادمة من وادي سوف، كما حلق الجمهور العنابي في رحلة إلى زمن الطرب الجميل بصوت المغنية الشابة سهيلة العلمي التي ترنح صوتها بين ألحان المليجي والسنباطي وأغاني أم كلثوم. بداية ”إقامات الإبداع” كانت حميمية، بين الموسيقى، الرسم والكلمات، ميزها حضور الجمهور الذي صفق طويلا للشعراء الذين اجتمعوا بمدينة عنابة على محبة الوطن والإنسانية، كما رسمت لوحات تشكيلية من مختلف المدارس الفنية قُدّمت بعد ذلك هدية للشعراء الضيوف. تمازجت مختلف الفنون بشكل جميل، وتداول على المنصة فن الشعر وفن الغناء، حيث قرأ الشعراء الجزائري بوزيد حزر الله والليبي محمد علي الدنقلي، والجزائري حسين زبرطعي، والجزائري عبد الرزاق بوكبة والمغربي عادل لطفي والجزائريات سامية بن عسو ونصيرة محمدي وسلوى لميس مسعي، قبل استراحة فكاهية للفنان جمال صمادي كان فيها الغناء والشعر حاضرين، ليعود الشعر الخالص من جديد مع الجزائري جمال بن عمار والإيرانية مريم حيدري، وعادت بعدها الموسيقى مع الفنان الشاب نور الدين سعيد الذي أدى جملة من الأغاني الشرقية والسوفية المحلية، لتعود إلى المنصة الفنانة سهيلة العلمي بأغانٍ أخرى. ويعود الشعر مرة أخرى مع الشعراء الجزائري محمد الصالح بن يغلى والعراقية فينوس فائق والجزائريين عقيلة زلاقي وقادة دحو ورضا ديداني ثم التونسي أشرف القرقني والجزائريين عمار مرياش ونادية نواصر والمغربي عمر الأزمي والجزائرية لميس سعيدي. يذكر أن المشرف على ”إقامات الإبداع”، الشاعر بوزيد حرز الله، قد ترأس جلسة عمل مع الشعراء المشاركين في اليوم الأول من التظاهرة، طرح خلالها الضيوف هواجس القلق والتوتر التي تعتريهم في مواجهة تحدي تجربة هي الأولى بالنسبة لهم في الكتابة المشتركة، والتي اعتبرها بعضهم مغامرة جميلة تستحق أن تخاض. وتتواصل أشكال الإقامات بعنابة إلى غاية الحادي عشر من هذا الشهر، لينتقل الشعراء إلى قسنطينة لمواصلة برنامج الكتابة، حيث تختتم التظاهرة يوم 14 أوت على ركح المسرح الجهوي، إذ سيجسد الشعراء قصائدهم في عرض مسرحي يعيدون من خلاله الشعر إلى بيته.