أصيب عشرات المصلين والمعتكفين بجراح وحالات اختناق، صباح أمس، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية خلال اقتحامها المسجد الأقصى المبارك والجامع القبلي المسقوف، وهرعت سيارات الإسعاف إلى داخل الأقصى، ونقلت عددًا من المصابين، بعد إلقاء القنابل بداخله على المصلين والمرابطين، ما أدّى لوقوع إصابات وحرق جزء من الجامع القبلي. قال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى ل”الخبر” إن قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والتدخل السريع اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وشرعوا بالاعتداء على المصلين والمعتكفين الذين تمكنوا من دخول المسجد، وكذلك تحطيم أجهزة الكهرباء فيه. وأضاف “أنه جرى تحطيم نوافذ وأبواب الجامع القبلي واقتحامه من قبل قوات الاحتلال التي وصلت إلى منطقة المحراب، واعتدت على المعتكفين بالرصاص المطاطي والقنابل الدخانية والغاز السام، وتصاعدت أعمدة الدخان من نوافذ الجامع، ما أدى لاحتراق جزء من السجاد والمصاحف. وأشار أبو العطا إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على المصلين الذين تواجدوا في ساحات المسجد، وأخرجتهم إلى خارج حدود المسجد، كما لاحقت الحراس واعتدت عليهم بوحشية. وأخلت قوات الاحتلال جميع المصلين والمرابطين من باحات المسجد الأقصى المبارك، بالقوة عقب اقتحامها من طرف مستوطنين، وفي الوقت ذاته يواصل المصلون من النساء والرجال رباطهم عند أبواب السلسلة وحطة والمجلس والأسباط أمام عشرات الحواجز العسكرية التي نصبتها قوات الاحتلال في محيط الأقصى، ويحاولون الدخول إلى المسجد لفك الحصار عنه، ولكن قوات الاحتلال قمعتهم بالقوة. واعتدت قوات الاحتلال على النساء والصحفيين بشكل وحشي، حيث أصيب الصحفي أحمد غرابلة أثناء تغطية الأحداث عند باب السلسلة، واعتدت قوات الاحتلال على رجال الإطفاء الذين حاولوا إخماد الحريق في المسجد القبلي بالمسجد الأقصى، في حين اعتدى عناصر الشرطة بالضرب على مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني. وأفاد أحد حراس الأقصى ل”الخبر”، أن الأقصى أصبح مُخلى تمامًا من جميع المصلين، وأنه جرى إخراج المرابطين وحراس الأقصى إلى خارج أسواره، حيث جرت مواجهات مع قوات الاحتلال. ودارت مواجهات عنيفة داخل باحات المسجد الأقصى بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين، واعتقل عدد كبير منهم وأصيب آخرون جراء الرصاص المطاطي وغاز الفلفل، وكان وزير الزراعة الصهيوني ترأس مجموعة من المستوطنين في اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، وتأتي هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسمى رأس السنة العبرية. وأدانت السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة اقتحام المسجد الأقصى وقالت في مؤتمر صحفي “إن اقتحام الاحتلال المصلى القبلي وطرد حراسه ومنع طلبة العلم من دخوله، جريمة تجاوزت كل الخطوط، ولن نسمح بتقسيم الأقصى مهما كلف الأمر”. وفي سياق آخر، اشتبكت قوة من المقاومة الفلسطينية، أمس، مع قوة خاصة إسرائيلية حاولت التوغل شرقي بلدة جباليا شمال شرقي قطاع غزة دون وقوع إصابات، ويعتبر هذا الحادث هو الأول من نوعه عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد الحرب الأخيرة على القطاع.