تجدّدت المواجهات المندلعة منذ عدة أيام مع قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء في مناطق متفرقة بالضفة المحتلة، واستشهد 4 فلسطينيين خلالها، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 50 مواطنًا بينهم أطفال خلال عمليات دهم وتفتيش واسعة نفذتها في أنحاء الضفة والقدس المحتلتين. أدت المواجهات المستمرة لارتقاء 4 شهداء فلسطينيين، وإصابة نحو 600 آخرين، فيما قتل 4 إسرائيليين وأصيب العشرات منذ الخميس الماضي في عمليتين للمقاومة، ورشق للحجارة. واستشهدت فتاة فلسطينية برصاص مستوطن إسرائيلي في البلدة القديمة بمدينة القدسالمحتلة، فيما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية تنفيذ الفتاة عملية طعن لمستوطنين. وقال شهود عيان من القدس ل“الخبر” إن أحد المستوطنين هاجم الفتاة أثناء مرورها في شارع الواد بالبلدة القديمة، وحاول خلع حجابها، إلا أنها دفعته فوقع على الأرض، وحينها أخرج سلاحه وأطلق النار عليها، ما أدى لإصابتها بجروح في بطنها استشهدت على إثرها.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
بدوره أفاد الناشط المقدسي علاء الحداد ل “الخبر” بأن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة بالكامل وفرضت طوقًا عسكريًا مشددًا عليها، ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب منها، كما دفعت بتعزيزات أمنية كبيرة إليها. في حين ذكر موقع “0404” المقرب من جيش الاحتلال أن مستوطنين اثنين أصيبَا في عملية الطعن، أحدهما في رقبته، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق النار على الفتاة الفلسطينية وإصابتها بجراح خطرة. وفي السياق استشهد شاب فلسطيني أمس بعد طعنه جنديًا ومستوطنًا إسرائيليين في منطقة “كريات جات” إلى الشمال الشرقي من مدينة أسدود. وذكر المراسل العسكري للقناة العبرية العاشرة أن فلسطينيًا طعن مستوطنًا وأحد الجنود بالمدينة، وسحب سلاحه وهرب إلى أحد المباني، قبل أن تتعقبه الشرطة وتصيبه بجراح بالغة، وما لبث أن فارق الحياة. واشتدت المواجهات أمس عند نقاط التماس مع قوات الاحتلال في مدن الضفة الغربيةوالقدس، وأطلقت تلك القوات خلالها الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز. واستشهد أحمد حامد من بلظة سلوان متأثرًا بإصابته خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على حاجز بيت إيل في رام الله. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت مدينة الخليل وبلدتي حلحول وبيت أمر ومخيمي الفوار والعرب، واعتقلت 22 مواطنًا بينهم 7 أطفال، وفتّشت عدة منازل وسلمت تهديدات لأولياء أمور الفتية بحجة إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال. وأفادت مصادر طبية ل“الخبر” بأنّ الشاب مجاهد أبو سرحان (18 عامًا) أصيب بعيار ناري في الصدر أطلقه مستوطن أثناء مروره بجوار مكان المواجهات في بيت لحم، مبينة أن إصابته خطرة. وأكد شهود عيان ل “الخبر” أنّ المستوطن أخرج سلاحه وأطلق النّار صوب الشبّان الذين حاولوا قطع الطريق على المستوطنين وجنود الاحتلال. كما أصيب 30 شابًا برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات عنيفة في محيط مستوطنة بيت إيل قرب رام الله وسط الضفة المحتلة، في حين اعتقلت قوة من المستعربين 3 شبان بعد إصابتهم. وأفاد الصحفي عليّ درغام ل“الخبر” أن المواجهات اندلعت عقب وصول مسيرة انطلقت من جامعة بيرزيت باتجاه المستوطنة، حينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص بكثافة باتجاه المتظاهرين، ما أدّى لإصابة أحدهم بالرصاص الحي، وتمّ اعتقاله من قبل قوة من المستعربين. وذكر أن مجموعة من المستعربين انتشروا بين صفوف الطلبة، وأطلقوا النار على عدد منهم من مسافة قريبة، واعتقلوا ثلاثة من المصابين بعد سحلهم، من بينهم إصابة خطيرة بالرأس. ووصل عدد المصابين لأكثر من ثلاثين بالرصاص الحي والمطاطي، وبحالات اختناق، حتى لحظة كتابة الخبر. سياسيا، قالت حركة حماس إن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي أمس في الضفة والقدس المحتلتين دليل على إصراره على مواصلة التصعيد ضد شعبنا الفلسطيني. واعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، في تصريح ل “الخبر” أنّ “هذا التغول الصهيوني يستدعي مواصلة الهبّة الجماهيرية وإسنادها لتتمكن من مواجهة الجرائم الإسرائيلية”. ومن جانبه حذّر أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، قوات الاحتلال من تنفيذ أي اغتيالات جديدة بحق قادة الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج، وذلك تماشيًا مع قرار رئيس حكومة الاحتلال نتانياهو ببدء مرحلة الاغتيالات. وأكّد المدلل في تصريح ل“الخبر” أن “الاحتلال الإسرائيلي يريد من خلال تلك القوانين العنصرية والهمجية تصعيد الأوضاع والمواجهة مع أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، والانجرار وراء تصعيد جديد، وعلى الاحتلال أن يتحمّل تبعات أيّ قرار تصعيدي تجاه أبناء الشعبي الفلسطيني وقادة فصائله”. وكشفت مصادر عبرية عن مصادقة نتانياهو على تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات في الداخل والخارج الفلسطيني اتهمهم بالتحريض ودعم المقاومة في الضفة.