أثار ممثلو الاتحاديات الرياضية مصاعب في التمويل وأخرى ترتبط بالمرافق، ولفتوا أنها تعرقل تحضيرات الرياضيين المعنيين بالمشاركة في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، قبل أن يتلقوا ضمانات من اللجنة الرياضية الأولمبية الجزائرية، بتحمّل المصاريف ورفع المطالب الأخرى إلى الوصاية. كان الاجتماع، الذي ضمّ، أمس، ممثلي الاتحاديات الرياضية واللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، برئاسة مصطفى بيراف، فرصة للاتحاديات لطرح انشغالاتها، ما تعلق بدرجة تقدم تحضيرات الرياضيين للموعد الأولمبي القادم وتقديم التوقعات وإثارة فرص تأهل الرياضيين إلى الألعاب الأولمبية. وشكلت المصاعب المرتبطة بتسيير واستغلال المرافق في الجزائر والمشاكل المالية القاسم المشترك في تدخلات ممثلي الاتحاديات، ما استدعى اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية إلى الإسراع لطمأنة الاتحاديات بخصوص المشاكل المالية، مبدية استعدادها لتحمّل الشق المالي، فيما وعدت بنقل انشغال الاتحاديات إلى الوزارة ما تعلق بالمرافق، باعتبار أن حل المشكلة يتجاوز صلاحياتها. المرافق الحالية غير جاهزة طرح ممثلو الاتحاديات مشكلة ضعف قدرات المرافق الحالية وفقدانها في بعض الحالات، كما أثاروا العراقيل التي يفرضها مديرو القاعات أمام الاتحاديات، ما يستدعي طرح أكثر من سؤال حول مصداقية التطمينات التي قدمها مسؤولو الوزارة في أكثر من مناسبة، حول المشاريع الكبرى التي أطلقتها في السنوات الماضية وتدشين أكثر من مرفق عبر الوطن، كما تطرح المشاكل المثارة استفسارا شرعيا حول طريقة تسيير المرافق في الوقت الراهن، إذا كانت لا يتم وضعها تحت تصرف الرياضيين ذوي المستوى العالي. وفي هذا الخصوص، طرح رئيس اتحادية ألعاب القوى، عمار بوراس، مشكلة عدم وجود مضمار لاستعماله من طرف عدائي سباقات نصف الطويل، لافتا أن مركز السويدانية لا يتوفر على مضمار، وقال إن الأمر معقد بالنسبة للتحضير في العاصمة. ومن جهته، أثار رئيس اتحادية التنس، محمد بوعبد الله، مشكلة غياب الميادين لتحضير الرياضيين المعنيين بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ونفس المشكلة طرحها رئيس اتحادية المبارزة، رؤوف برناوي، فحسبه، فإن المشكلة ما تزال مطروحة على مستوى مركز (غرمول) بساحة أول ماي، بسبب عدم انطلاق أشغال إنجاز القاعة التي وعدت الوزارة بإنجازها، لافتا أن التحضيرات تجري حاليا في قاعة لا تستجيب للمعايير المعروفة، وراح رئيس اتحادية الكرة الطائرة، عقبة ڤوڤام، في نفس الاتجاه، عندما أثار مشكلة نقص غياب تجهيز المرافق وعدم صلاحيتها، وقال إنه لن يجازف مجددا بترشيح الجزائر لاحتضان أي منافسة رسمية لهذا السبب، مذكرا بدورة الجائزة الكبرى، الخاصة بالإناث والتي جرت بقاعة الشراڤة، عندما اضطرت الاتحادية، مثلما يؤكده، إلى تسيير مشاكل الكهرباء والترصيص وتسرب المياه عبر الجدران لتفادي الإحراج حيال ضيوف الجزائر، وحذر رئيس اتحادية السباحة، أحمد شيباركة، من جانبه، أن العراقيل التي تضعها إدارة المسابح في وجه الاتحادية قد ترهن فرص السباحين الجزائريين في التأهل إلى الأولمبياد. دعوة للبحث عن مصادر تمويل بديلة برغم تعبيره عن استعداده لتحمّل نفقات تحضيرات الرياضيين ممن بوسعهم الحصول على تأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية، إلا أن بيراف دعا رؤساء الاتحاديات إلى البحث عن مصادر تمويل بديلة، وهي الدعوة التي بدت لرؤساء الاتحاديات بمثابة أمر صعب، إن لم نقل مستحيلا، وأعطى بيراف الانطباع لرؤساء الاتحاديات، أنه لا يتعين انتظار مساعدات الدولة لتمويل برامج التحضيرات في ضوء إجراءات ترشيد النفقات لضمان تمويل دائم للتحضيرات. ولم يعط رؤساء الاتحاديات أي مؤشر على أنهم سيتخلون يوما عن مساعدات الدولة التي تمول الاتحاديات مائة بالمائة، وسط تساؤلات حول مستقبل التمويل الخاص للرياضة في حال مواصلة انهيار أسعار البترول، بالنظر إلى محدودية تصور رؤساء الاتحاديات وضعف قدراتهم التفاوضية مع المتعاملين الخواص في الحصول على موارد مالية خارج إعانات الدولة، وسط غياب تام لثقافة “السبونسورينغ”.